رأت صحيفة “القبس” أن هناك من وصل الى حد الربط بين الغاء زيارة محمد جواد ظريف ضريح عماد مغنية واتفاق فيينا، متسائلا ما اذا كنا امام انقلاب كامل في الديبلوماسية (لا في الاستراتيجية) الايرانية.
الذين واكبوا ليلة وزير الخارجية الايراني في بيروت تجاوزوا تقنية الكلمات التي يتفوه بها، وان طرحوا الكثير من الاسئلة وتحدثوا عن الاجواء قالوا، ان ظريف، الذي كان يعرف منذ ان باشر عملية ادارة المفاوضات مع الغرب حول النووي، ان هذا المسار الشاق سيفضي حتما الى اتفاق، قد اوحى للذين حوله ان المسار الآن اكثر من ان يكون شاقا، لكنه لابد ان يفضي الى التسوية.
مرات كثيرة استخدم تعبير “التسويات” كحل وحيد، فالازمة السورية بكل تداعياتها واحتمالاتها، لم تعد ازمة السوريين فحسب، انها ازمة الجميع، وكلما استمر الوضع هكذا ازداد تعقيداً، وهو قد اخذ النموذج التركي كمثال حيث لا مجال لحصر الحرائق علي الارض السورية.
تفكيك الركام
اجواء ظريف تشير الى ان تفكيك الركام الذي تشكل على مدى سنوات قد يحتاج الى عام او اكثر.. واكد ان بلاده لم تعد توضع وراء الباب بل هي داخل الردهة ، وان الجميع خاسرون اذا بقيت الازمة، والجميع رابحون اذا وضعت اوزارها، شرط ان تتمحور اي مفاوضات حول اعادة هيكلة الدولة في سوريا، بضمانات اقليمية ودولية.
والاجواء التي نقلت تقول ان الوزير الايراني، الذي عاش آلاف الساعات “آلام المفاوضات”، يميل الى التفاؤل كما الى البراغماتية، فأي تسوية لا يدفع ثمنها فريق واحد بل جميع افرقاء الداخل والخارج.
أمل في اتفاق اطار
ومما نقل ان ظريف يعتبر ان ما يحدث من حراك ديبلوماسي ليس سوى البدايات وعلى امل التوصل الى اتفاق اطار حول سوريا، قبل ان تحتدم المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة ولا يبقى هناك سوى الاشباح على المسرح.
هذا ليس بالامر المستحيل، فخور بأن بلاده ابرمت اتفاق الند للند، قيل انه لم يستخدم التعبير تحديداً، بل اشار الى التسويات المتوازنة والمستدامة.
لقاء مطول مع نصر الله
وبحسب الاجواء فظريف يعتبر ان حل الازمة اللبنانية منوط بحل السورية، هذا لا يعني ان يبقى اللبنانيون عالقين بين “حجري الرحى”.
وهو قد التقى رئيس الحكومة تمام سلام مساء اول امس قبل ان يتوجه الى الضاحية الجنوبية لعقد لقاء مطول مع الامين العام لــ “حزب الله” حسن نصر الله الذي يتردد وراء الضوء انه وضع في صورة التداعيات المحتملة للاتفاق النووي على الصعيد الاقليمي غداة توقيعه في 14 يوليو.
وكان لافتا قول نائب “حزب الله” حسين الموسوي ان تأييد الوزير الايراني لسلام “لا يمكن تصوره او تصديره على انه موجه ضد العماد عون”.
التحدي الكبير
وعقد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري اوضح ظريف، انه “بمعالجة الملف النووي توفرت وتتوافر الارضية للمزيد من التعاون بين الدول الاسلامية في المنطقة، فالخلافات الطائفية والتطرف تعتبر التحدي الكبير ولا يقضى عليه الا بمزيد من التعاون بين دول المنطقة وشعوبها.
ظريف وباسيل
كما التقى نظيره اللبناني جبران باسيل، الذي كان لافتا شكره ايران لدعمها الاقليات، ليتطرق الى الصراع الداخلي في لبنان بالقول “التكفير السياسي اخطر من الايديولوجي وبلدنا يعول على مساعدة ايران في الحفاظ على التعددية”.
ولاحظ “ان النزوح بات مرادفاً لالغاء التعددية، وعودة النازحين السوريين الى ارضهم يمكن ان تكون المقدمة لاي حل سياسي”.
من جهته قال ظريف “حاولنا ان نبرز للعالم ان العقوبات والضغط لا يمكن ان تعالج المشاكل بل عبر التعاون البناء والحوار”، مشيرا الى “ان لبنان مثال للمقاومة ورمز للحوار البناء بين مختلف الطوائف”.
واكد “ان ايران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، ولا نريد ان يكون لبنان ساحة للاعبين دوليين”.