اعلنت مصادر متابعة لزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لصحيفة “الأخبار” إلى أن “اللقاءات اللبنانية بروتوكولية وفي إطار العلاقات العامة، وتعكس رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز علاقاتها بالأفرقاء اللبنانيين”.
وأشارت إلى أن “لقاء ظريف مع الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله هو هدف الزيارة، فوزير الخارجية يقوم بجولة على المنطقة ودول آسيوية، ومن الطبيعي أن يبدأ الجولة بلقاء حليفي إيران الرئيسيين في المنطقة لوضعهما في أجواء الاتفاق النووي ولتبادل الأفكار والاقتراحات حول الحلول والمبادرات في المنطقة، ولا سيما الأزمة السورية”.
وتقول المصادر إنه “لا شيء محسوم حتى الآن، المرحلة هي مرحلة تجميع أوراق وتشكيل آراء وأفكار قبل الشروع في الحلول الممكنة” وإن “نتائج الزيارات لن تظهر قبل عودة ظريف إلى طهران”.
وفي وقت يؤكّد فيه أكثر من مصدر أن لا مبادرة إيرانية في ما يخصّ الملفّ اللبناني، بل تكرار لمواقف إيران عن ضرورة استقرار لبنان وتوصّل اللبنانيين إلى نقاط التقاء تسهّل الحلول، أكّدت مصادر اطلعت على لقاء ظريف مع الرئيس نبيه بري أنه “ليس هناك مبادرة، بل نقاش أفكار تم التداول بها لتشكيل نواة مبادرة لبنانية”.
ورأى ظريف أن الموضوع النووي كان شأنا هامشيا وقد تمّت معالجته، لكنّ الشيء الحقيقي والأساسي يتعلّق بهذه المنطقة بالذات، ونحن نرغب في الواقع بالتّعاون وببذل المساعي من أجل خير هذه المنطقة وشعوبها”. وتمنّى أن تصبّ كل الجهود التي بذلت لمصلحة دول المنطقة برمّتها.
وعن سبب إلغائه زيارته الى تركيا قال: “كانت زيارتي لتركيا ستكون قصيرة، وبما أنني وصلت الى لبنان مساء أمس، التقيت مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي كان يزمع مغادرة بيروت الى الأردن اليوم (أمس).
وأضاف في حديث لصحيفة “السفير”: “كما أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان في اسطنبول ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو كانا في أنقرة، ولم تكن من إمكانية للقاء الثلاثة في فترة زمنية قصيرة. لكنني سأعود وأزور تركيا في الأسبوع القادم، لكي يتسنّى لي القيام بالزيارات المُجَدْوَلَة وهي مكثّفة”.
وهل الأتراك مسرورون بالاتفاق النووي؟ يضحك ظريف ضحكته المعهودة ليجيب: “نعم، إنهم مسرورون من صميم القلب، وأتمنّى أن تكون المنطقة برمّتها مسرورة بهذا الاتفاق”، واستدرك: “ما عدا بنيامين نتنياهو، على الجميع أن يكونوا مسرورين بهذا الاتفاق”.
وعمّا إذا كانت “الدّيبلوماسيّة الباسمة” التي اعتمدها في التفاوض مع الغرب بشأن الملفّ النووي الإيراني ستصلح ايضا في الحوار العتيد مع السعودية، خصوصا في ظل التشكيك السعودي والخليجي بنوايا إيران في المنطقة قال ظريف: “إننا نبتسم لأصدقائنا في هذه المنطقة من صميم القلب”.
وردّا على تعقيب “السفير” بأن دول المنطقة تريد من إيران أفعالا لا ابتسامات، خصوصا لجهة عدم التدخّل بشؤونها، أبدى ظريف اعتقاده بأنّ “أصدقاءنا السعوديين بحاجة لأن يروا الحقائق كما هي، نحن واجهنا وتحمّلنا مشاكل كثيرة، وتعرّضنا لمعاناة كبرى من جيراننا، ونحن لم ندعم صدّام حسين ضدّ السعوديين، بل هم من كانوا يدعمون صدّام حسين في حربه ضدّنا، وعلى كلّ، إذا كان لأحد أن يرضي الجانب الآخر، فلا بدّ لهم (أي السعوديين) أن يرضونا، علما بأننا لا نطلب هذا الشيء منهم”.
وعن تداعيات الملف النووي على ملفات المنطقة، صرّح ظريف: “آمل أن ينعكس إيجابا وان تتمّ معالجة ملفات المنطقة وتسويتها”.
وسألت صحيفة “النهار” الوزير ظريف: “هل تنصح اللبنانيين بالتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل إيران مستعدة لأداء دور بين القوتين المتصارعتين لإنتاج الرئيس؟ فقال: “سررنا لسماعنا أنه بدأ الحوار منذ فترة بين المجموعات اللبنانية، وهناك ساحة لتبادل الأفكار في خصوص القضايا العامة، ونتمنى أن يستمر هذا الحوار، ونحن في إيران لا نتدخل في الشؤون اللبنانية، ولا نعتقد أن الساحة اللبنانية يجب أن تكون ساحة للتلاعب من الدول الأخرى، ونعتبر أنها قضايا داخلية ولا بد من معالجتها من الشعب اللبناني”.
سئل: تحدثت عن استعداد إيران للتحاور مع الأطراف كافة، هل يمكن أن نرى حواراً سعودياً – إيرانياً لحل قضايا المنطقة؟ فأجاب: “أنا مسرور جداً لأنني قمت بزيارة لدولة قطر، وكان هناك اهتمام إيراني باقتراح تقدم في الحوار بينها وبين دول مجلس التعاون، وهذا الحوار سيستمر، وأن هذا الاقتراح سيسير الى الأمام ونحن مستعدون دائماً للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر بأن هناك مانعاً في هذا المجال”.