اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أن الدولة العادلة المطمئنة التي تخدم الناس من دون تمييز لا يمكن ان تكون كذلك إلا إذا كانت دولة شراكة حقيقية، وقال: “الطريق للدولة العادلة هو الشراكة الحقيقية بين جميع مكونات الشعب اللبناني”، لافتا الى أنه “يجب ان نقتنع جميعاً بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات هذا الوطن ويشعر فيها الجميع بالثقة، والدولة هي الضمانة والحل فلا التقسيم ولا الفدرالية هما الحل”.
نصر الله، وفي كلمة خلال احتفال لـ”حزب الله” بالذكرى التاسعة لانتصار تموز 2006 تحت عنوان “نصركم دائم”، في منطقة وادي الحجير – الجنوب، رأى أن ليس هناك طائفة في لبنان تستطيع ان تكون طائفة قائدة وكذلك التنظيم أو الحزب لا يمكن أن يكون قائدا، وقال: “نحتاج كلبنانيين أن نعمل جاهدين ليكون عيشنا واحدا ومشتركا، وكلنا شركاء في الخوف والغبن فمن هو المطمئن على وجوده ووجود مكونه وعلى طائفته او على وجود لبنان؟”.
وتابع: “هناك شريحة كبيرة من المسيحيين تشعر بالغبن والابعاد وتعبّر عن ذلك من خلال الحراك الاخير الذي قام به “التيار الوطني الحر”، وأن اللبنانيين متساوون في الإحساس بالخوف والغبن والدولة هي الضمانة والحل لا التقسيم ولا الفدرالية”.
وشدد نصر الله على أنكم “لن تستطيعوا ان تكسروا العماد ميشال عون ولن تستطيعوا ان تعزلوه”، لافتا الى أننا “في “حزب الله” لا نقبل أن يكسر أي من حلفائنا او يعزل أي من حلفائنا”، متوجهًا لكل القوى السياسية بأنهم في الحزب هذا الموضوع أخلاقي وإنساني يستحق التضحيات و”لا احد يحسب غلط”.
وشدد على أن العماد ميشال عون ممر إلزامي لانتخابات الرئاسة، وقال: “نعيش أزمة سياسية لذلك عودوا إلى الحوار وابحثوا عن حلول والأزمة ليست ازمة زعيم أو تيار، كما أنه في هذه المرحلة المصلحة ان يكون “التيار” في الشارع لكن للذي يتجاهل ويستكبر ويفكر بالكسر والعزل هل لديه ضمانات ان يبقى هذا الشارع هو ذاته وان لا يلتحقوا حلفاؤه به في وقت من الأوقات وفي مرحلة من المراحل”.
ولفت نصر الله الى أن “الحوار هو الطريق الموصل إلى الشراكة والشراكة هي الطريق الموصل إلى بناء الدولة، ومن يعتقد ان ايران تضغط على حلفائها لاتخاذ قرار ليسوا مقتنعين به فهو واهم”.
ودعا الى “تثبيت يوم 14 آب يوما للنصر الالهي، كما يوم 25 أيار عيدا للمقاومة، لأنه اليوم الاول لانتهاء العدوان، ولانه اليوم الذي عاد فيه أهلنا الأوفياء من الأماكن التي هجروا اليها إلى مدنهم والقرى في الجنوب والبقاع وفي الضاحية الجنوبية”.
واعتبر نصر الله أن القرار 1701 الذي صدر في أيام من حرب تموز كان منحازا لصالح اسرائيل، مشيرًا الى أنه في 11 آب صدر قرار عسكري في اسرائيل لشن عملية برية واسعة لاحتلال جنوب الليطاني.
وأضاف: “الجيش الاسرائيلي عاد للاعتماد على المناورات البرية وهذا يعني الدخول إلى الأرض وهو ما جربوه في حرب تموز وفشلوا، لأن هناك تسليم اسرائيلي ان سلاح الجو لم يعد يحسم معركة وحرب اليمن اكدت ان لا حسم من الجو”، لافتا الى أنه في وادي الحجير تهاوت أسطورة دبابة الميركافا وشعرت اسرائيل بالجحيم وجهنم وسقط مشروع احتلال جنوب الليطاني، كما أنها كانت من المعارك الحاسمة في انهاء حرب تموز واذلال العدو الاسرائيلي.
وتابع نصر الله: “لن تكون هناك استراتيجية للجيش الاسرائيلي بعد اليوم في لبنان وهذا التزام وفعل وجهوزية وعمل يومي ودائم واستراتيجيتنا هي وادي الحجير”، مشيرًا الى أنه “لو توحدت السلطة السياسية وتوحدت القوى العسكرية والأمنية وتجاوزت القوى السياسية خلافاتها عندها نكون قادرين ان نحمي بلدنا وان نصون سيادتنا دون حاجة إلى احد”.
وقال: “اللبنانيون قادرون على الانتصار أمام أقوى جيوش المنطقة وإرهابيي المنطقة من خلال معادلات الردع ومن خلال المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة
وعن الوضع في المنطقة، شدد نصر الله على أن اميركا تستخدم “داعش” من اجل تقسيم المنطقة وأنها توظف وجود “داعش” سياسياً لاسقاط النظام السوري وتسليم السلطة الى المعارضة السورية، معلنا رفضه تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّء، مضيفًا “هذا ما تعمل عليه أميركا ومعها اسرائيل وبعض القوى الاقليمية وفي مقدمها السعودية”، سائلاً “هل المعارضة السورية المعتدلة خارج “داعش” و”النصرة” قادرة على مواجهة داعش؟”.
واعتبر أنه “يجب ان نطلق في كل واد صوتا يحذر ان التقسيمات الجديدة سوف تدخل المنطقة في حروب طائفية وعرقية ومذهبية لن يكون نتاجها إلا الدمار والخراب والتهجير والضياع لذلك فإن قادة الأمة المسلمين والمسيحيين مدعوون إلى موقف حاسم”، محذرًا من الخداع الأميركي قائلاً “علينا ان ننتبه للخداع الأميركي فهم يوظفون الارهاب لفرض شروطهم وخرائطهم لأن المشروع الأميركي هو تقسيم العراق وسوريا والمنطقة وحتى السعودية”.
وتابع نصر الله: “نحن لا نعمل على تقسيم سوريا والجيش السوري يقاتل من اجل الحفاظ على وحدة سوريا”.