كشفت “وكالة أنباء المركزية” عن مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان مساعد وزير الدفاع الاميركي روبرت وورك سيزور لبنان قريبا لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين تتناول التطورات في لبنان والمنطقة في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي والتسويات السياسية الجاري العمل على ترتيبها لحل الازمات في بعض الدول لاسيما سوريا والعراق واليمن، اضافة الى متابعة ملف المساعدات الاميركية العسكرية للجيش اللبناني الهادفة الى مده بالدعم اللوجستي في مواجهة الارهاب وتداعياته، وفي شكل خاص على الحدود الشرقية.
وأشارت المصادر الى ان الإدارة الاميركية حرصت على الا تتم الزيارة قبل انجاز ملف التعيينات الامنية، لئلا يفسرها البعض تدخلا في الشأن اللبناني، في حين ان هدفها يرتكز في شكل اساسي على تأكيد الموقف الاميركي الداعم لاستقرار لبنان وسلامة أمنه وعدم تعريضه للاهتزاز.
وفي معرض التساؤل عما اذا كان الزائر الاميركي يحمل رسائل محددة للمسؤولين اللبنانيين تتصل بالازمة الداخلية، أجابت ان الزيارة لا تتعدى اطار الاطلاع على اوضاع لبنان السياسية والامنية في هذه المرحلة لاعداد تقارير في شأنها ترفع الى الكونغرس من زاوية الدور الذي يسهم فيه برنامج المساعدات العسكرية الاميركية للجيش الذي بدأ في العام 2006 ويتضمن اسلحة نوعية من بينها طوافات متعددة المهام وقطع غيار عائدة لها ومراكب بحرية وطائرات هجومية خفيفة وآليات عسكرية من نوع هامفي وصواريخ ومناظير ليلية وغيرها، كما يستخدم قسمًا منها للتدريب على الأسلحة المتطوّرة لمواكبة التكنولوجيا العسكرية.
وكان وزير الدفاع سمير مقبل كشف لـ”المركزية” عن ان اعتدة عسكرية اميركية بقيمة نصف مليار دولار تقريبا تتضمن صواريخ “لايزر” وعددا من طائرات “أ 29” سيبدأ شحنها الى لبنان نهاية العام المقبل بعد ان يكون الكونغرس الاميركي اعطى الموافقة وهي متوقعة في خلال الشهرين المقبلين.
وتشدد المصادر على ان الولايات المتحدة المنهمكة داخليا بتثبيت اتفاقها النووي مع ايران في ظل التجاذب بين الادارة الديموقراطية والكونغرس الجمهوري لا تضع لبنان في اولوية جدول اهتماماتها، لكنها لا تغفله، بحيث أوكلت الى اوروبا وتحديدا فرنسا مسألة حل ازماته وخصوصا الرئاسية منها بتنسيق مشترك مع الفاتيكان، في حين كلفت روسيا تهيئة ارضية التسوية للازمة السورية المنعكسة على الوضع اللبناني بفعل ربط بعض الاطراف في الداخل ملفاته بهذه التسوية بايعاز اقليمي، وهي ستوفد مساعد وزير الدفاع الى لبنان قريبا لتأكيد اهتمامها ورعايتها له وتثبيت مظلة الاستقرار الدولية لساحته، كما دعم حكومته برئاسة الرئيس تمام سلام الذي استقبل اليوم السفير ديفيد هيل في اشارة الى هذا الدعم بعد “الخضة” التي تعرضت لها جلسة مجلس الوزراء امس بفعل رفض وزيري التيار الوطني الحر بحث اي بند في جدول الاعمال العالق منذ 4 حزيران الماضي قبل بت ملف التعيينات العسكرية، بعدما أجل وزير الدفاع سمير مقبل تسريح المسؤولين العسكريين الثلاثة، قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.