رأى وزير العدل السابق شكيب قرطباوي ان محاولات البعض كسر العماد ميشال عون، خطأ استراتيجي مميت، لأنهم بذلك يحاولون تكرارا إلغاء الدور المسيحي في لبنان، وضرب المعنى الحقيقي لوطن تعددت فيه الطوائف والمذاهب، مؤكدا انهم اذا نجحوا في هذا المسار الخطير سيكونون هم الضحية التالية، معتبرا ان المستفيدين من كسر العماد عون وشطبه من المعادلة السياسية، هم قصيرو النظر الذين ربما يعتقدون ان بإمكانهم تحويل المسيحيين الى أرقام، او الى مجموعة بشرية تابعة، سائلا المعتدلين بين الزعماء المسلمين وعلى رأسهم الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ما اذا كانوا يرتضون لبنان خاليا من مكوّن فاعل في الحياة السياسية وذو تمثيل عادل وصحيح.
وردا على سؤال حول الرابط بين التمديد للقادة الأمنيين والشكوى من إلغاء دور المسيحيين، لفت قرطباوي في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان محاولات إلغاء العماد عون غير محصورة فقط بملف التعيينات الأمنية، إنما بسلسلة طويلة من التصدي لمطالب المسيحيين المحقة منذ “الطائف” حتى اليوم، مشيرا الى ان كل تعيين في المواقع غير المسيحية لا يتم إلا بموافقة الزعيم السياسي للطائفة، في وقت تتعقد فيه الأمور وتعلو الأصوات وتتحرك المشاورات وتتكثف اللقاءات والاجتماعات عندما تصل الأمور الى المواقع المسيحية، وذلك على قاعدة “ما لنا لنا وحدنا وما لكم لنا ولكم”.
وردا على سؤال أكد قرطباوي عن احدا لا يستطيع المزايدة على العماد عون لجهة احترامه للمؤسسة العسكرية وتمسكه بدورها الوطني، معتبرا ان من يحاول إضعاف الجيش من خلال ضرب القوانين والدستور، هو من يسوق البلاد باتجاه السقوط المدوي، مؤكدا ان التظاهر احتجاجا على القفز فوق القوانين، تعبير ديموقراطي بحت يكفله الدستور وتغطية القوانين المرعية الإجراء، مشيرا بالتالي الى ان المطلوب من الجميع دون استثناء وقف التحامل على نوايا العماد.