ذكرت صحيفة “الديار” أن حالاً من الإنقسام الحاد قد بدأت تتكرّس بين القاعدتين الجنبلاطية والإرسلانية في معظم قرى وبلدات الجبل، إنما من دون أن يؤدي ذلك إلى حصول أي احتكاكات أو إشكالات في الشارع. فالتباعد واضح على أكثر من مستوى وصعيد سياسي واجتماعي، ولعلّ ما جرى في احتفال بلديات الشحّار الغربي، يمثّل خير دليل على هذا التطوّر القائم بين الطرفين، وذلك بالإضافة إلى ظهور سلسلة إشارات بدت كرسائل متبادلة بين خلدة والمختارة، أبرزها اللقاءات التي تحصل في دارة النائب إرسلان في عاليه، والتي رأى فيها مسؤولون في الجانب الإشتراكي محاولة لـ «الزكزكة» واستعادة النفوذ الذي كان قد خسره النائب إرسلان في المنطقة، حيث درج النائب جنبلاط، وخلال الإنتخابات النيابية السابقة، على ترك مقعد شاغر في لائحته للنائب إرسلان.
وأضافت المعلومات بحسب الصحيفة أن جولات سياسية وانتخابية قد سُجّلت في المرحلة الأخيرة للنائب طلال إرسلان في بلدات وقرى في منطقة عاليه، شملت مشايخ وعائلات يلتقيها للمرّة الأولى بعدما كان في السابق غائباً عن مثل هذه التحرّكات لأسباب متعدّدة.
ولاحظ القيادي الاشتراكي المخضرم، أن هذه التباينات السياسية الواضحة قد بدأت تزعزع وحدة البيت الدرزي الداخلي، وتهدّد وحدة الجبل بشكل عام، لافتة إلى أنه من الضروري اليوم التوجّه نحو المبادرة مجدّداً للعمل على حماية الإستقرار الداخلي في قرى الجبل، وذلك من خلال تخطي الخلاف السياسي العميق، والتركيز على الأولوية الأساسية المتمثّلة بالحفاظ على الإستقرار والأمن، إلى جانب الإعتراف المتبادل بالإختلاف في الرؤية والمقاربة للملفات السياسية الداخلية والإقليمية، وبشكل خاص الصراع الحاصل في سوريا. وأكد على وجوب اعتبار أمن الجبل خطاً أحمر في ظل التحوّلات الجارية في لبنان كما في المنطقة، وبدء الحديث عن تسميات ستكون لها ارتدادات مباشرة على الواقع الدرزي الداخلي في لبنان.