قالت مصادر وزارية في قوى 14 آذار لـ”النهار” إن خلاصة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تشير الى ان ما قبل زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للبنان هو مثل ما بعده. وتساءلت ماذا يمكن نصرالله ان يقدم الى العماد عون بعد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وسقوط احتمال أن يكون العماد عون رئيساً للجمهورية؟ ورأت ان الهدف الحقيقي لخطاب نصرالله داخلياً هو رفع معنويات العماد عون ودفعه الى الموافقة على معاودة عمل مجلس النواب.
وصرح النائب مروان حماده لـ”النهار” معلقاً على خطاب نصرالله: “لقد أوضح السيد نصرالله على طريقة ميثاق 1943 أن العماد عون هو ممر إلزامي ولكنه ليس مقراً محتوماً. واللبنانيون من الاشارة فهموا”.
وقالت أوساط بارزة في قوى 14 آذار إنّ رفض نصرالله وجود «طائفة قائدة» أو «حزب قائد» داخل الدولة «يشَكّل عين الصواب، كون لبنان لا يقوم سوى على الشراكة بين كلّ المكوّنات اللبنانية». ودعت نصرالله إلى «ترجمة كلامه بتسليم «حزب الله» سلاحَه للدولة من أجل أن تتساوى كلّ هذه المكوّنات تحت سقف الدولة اللبنانية، الأمر غير القائم اليوم بسبب إصرار الحزب على تمييز نفسه تحت عنوان المقاومة، وما يَحول دون قيام الدولة وتحقيق الشراكة.
ولمسَت الأوساط وجود تحَوّل في موقف نصرالله من الانتخابات الرئاسية، حيث انتقلَ مِن اعتبار عون هو المرشّح الوحيد إلى اعتبارِه الممرّ الإلزامي للانتخابات الرئاسية، وربَطت هذا التطوّر في الموقف بزيارة ظريف الأخيرة للبنان و«كلمة السر» التي سَلّمها للأمين العام لـ«حزب الله».
ورأت أنّ الكرة أصبحَت اليوم في ملعب عون الذي عليه أن يلتقطَ هذه الإشارة وأن يلعبَ دوره كناخب رئيسي أو ممرّ إلزامي قبل فوات الأوان، ويكون مجرّد شاهد على وصول الرئيس الجديد.
وقالت إنّ كلام نصرالله «يُثبت أنّ إيران ما بَعد النووي هي غيرُها ما قبل هذا الاتفاق، والدليل المبادرة التي أطلقَتها حيال الأزمة السورية، ومِن الواضح أنّها أرادت أن توَجّه للغرب رسالةَ حسنِ نيّةٍ من بيروت بتحريك الملفّ الرئاسي الذي يشَكّل تحريكاً لكلّ المؤسسات الدستورية».
ووضَعت الأوساط نفسُها كلامَ نصرالله الداعم لعون والرافض كسرَه «في سياق الدعم المعنوي الذي لم يُترجَم رئاسياً ولا عسكرياً»، وقالت: إنّ أحداً لا يريد كسرَ عون، بل هو من أطلقَ هذا الشعار بغية أن يتحوّل ضحية، كما أنّه هو مَن بادرَ إلى فتح مواجهةٍ مع كلّ القوى السياسية وفي طليعتها 8 آذار تحت العنوان العسكري، وبالتالي لم يقدِّر اللحظة السياسية والفراغ الرئاسي والدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في حفظ الاستقرار في الداخل وعلى الحدود».
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري لـ«الجمهورية»: «في الشقّ الإقليمي من خطاب السيّد نصر الله تبريرٌ للهزائم الإقليمية الحاصلة في اليمن وسوريا، وفي الشقّ المحلّي كان مضطرّاً لإعطاء معنويات لعون، لكنّه أعطاه معنويات كلامية وأنزَله من رتبة مرشّح رئاسي إلى ناخب، وهذا هو واقع الحال، فمنذ البداية كنّا نقول لعون: تحَوَّل مِن مرشّح إلى ناخب، وهذا حقّك ولا أحد يُنكر أنّك ناخب قوي في انتخابات رئاسة الجمهورية. أمّا في الشق الحكومي فإنّ نصرالله يقول: «شوفو كيف بَدكن ترضو عون».
أمّا الدعوة إلى فتح أبواب مجلس النواب فهي موجّهة أساساً إلى عون. وفي حديثه عن الشارع كان لا بدّ مِن أن يعطيَ معنويات لعون، لكنّه في الوقت نفسه مرَّر إشارات كأنّه بها يقِرّ بهزالة الشارع العوني».
من جهته، قال عضو كتلة «المرَدة» النائب سليم كرم لـ«الجمهورية»: «إنّنا سنناقش مع النائب سليمان فرنجية دعوةَ نصرالله إلى معاودة التشريع، وسنستوضِح خلفيّاتها، لأنّها أتت بعد وقتٍ طويل من مقاطعة المسيحيين التشريع، وهنا يجب أن نرى ما هي أسباب هذه الدعوة ودوافعها، وما هي معطيات السيّد نصرالله ليوجّهَها في هذا التوقيت بالذات».
وأكّد كرم أنّ «المرَدة» لن يغلقَ الباب على هذه الدعوة، لكنّنا في المقابل سنتشاور مع الأحزاب المسيحيّة الأخرى، أي «التيار الوطني الحرّ» و«القوات اللبنانية» والكتائب اللبنانية، خصوصاً أنّ إجماعاً مسيحياً كان قد حصَل على رفض التشريع في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، والذهاب إلى تشريع الضرورة شرط وضع قانونَي الإنتخاب وإستعادة الجنسية على جدول أعمال أوّل جلسة تشريعية».
وقال كرم إنّ «الوضع يستدعي فتحَ الباب على كلّ الاحتمالات، والحوار بين جميع الأفرقاء لتسيير أمور الناس وتفعيل عمل الحكومة، لأنّها السلطة الإجرائية التي كانت تعمل، وبالتالي على الجميع السعي لوضع الحلول، ومِن هذا المنطلق قد يكون من الضروري النظر في بعض الخيارات».
وتعليقاً على دعوة نصر الله المسيحيين للنزول إلى مجلس النواب، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا لـ«الجمهورية»: «للقيادات المسيحية مبادرة واضحة أطلقَتها منذ زمن، وتقتضي بالموافقة على فتح عَقد استثنائي شرطَ أن يتضمّن تاريخ فتحه وتاريخ انتهائه والمواضيع المدرجة فيه كما تنصّ المادة 33 من الدستور حول العقود الاستثنائية، وفي طليعةِ المواضيع المدرَجة قانون الانتخابات النيابية وقانون استعادة الجنسية، وبهذا نذهب إلى تشريع الضرورة وإلى تسيير شؤون البلد. أمّا المناشدة العاطفية، يَعني أن إنزَلوا إلى مجلس النواب من دون مطالبكم المعروفة، فلا معنى لها ولا أفق».
صحيفة “الديار” اعتبرت أن نصرالله قال ثلاثة أشياء خطيرة:
اولاً : لا انتخابات رئاسية من دون عون او ممر الرئاسة عبر عون.
ثانياً : لا حكومة فعالة تهمل مكوناً او مكونات رئيسية في الحكومة وبالتالي لا حكومة فعالة بدون اشراك عون في القرار.
ثالثاً: في الشارع لن يكون التيار الوطني الحر لوحده، معنى ذلك ان جمهور حزب الله قد يشترك في التظاهر الى جانب عون اذا استمر تجاهل عون او محاولة كسره والغائه.