كبّدت موجة الحر القاسية التي تشهدها العديد من البلدان العربية، قطاع الزراعة وتربية الدواجن في الأردن خسائر كبيرة، فيما طالب الاتحاد العام للمزارعين، الحكومة بمساعدة القطاع الزراعي وتعويضه عن خسائره، حتى يستمر في نشاطه وتجاوز الظروف الصعبة التي يعانيها. وسجلت درجات الحرارة مستويات قياسية، وفقا للأرصاد الجوية في الأردن، لتلامس 50 درجة مئوية في بعض المناطق، وسط توقعات باستمرار الموجة الحالية خلال الأيام المقبلة. وقال رئيس الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين، عودة الرواشدة، لـ”العربي الجديد”، إن مزارعي الخضار والفواكه تضرروا كثيراً نتيجة موجة الحر الحالية، التي تسببت في تلف كثير من المحاصيل، سواء التي تمت زراعتها حديثا أو الثمار الناضجة. وأضاف الرواشدة، أن أكثر المحاصيل التي تضررت بالموجة، البندورة (الطماطم) والفلفل والبطيخ والعنب، مشيراً إلى أن ذلك سيؤثر على كميات الإنتاج في هذه الفترة، وبالتالي انخفاض الكميات الموردة للسوق. وأكد أهمية أن تقدم الحكومة دعماً مادياً للمزارعين المتضررين، لمساعدتهم في تحمل جزء من الأعباء المالية، التي سببتها الموجة الحارة. وأشار إلى أن حصر خسائر القطاع الزراعي بشكل عام يحتاج إلى بعض الوقت، وتقوم به عادة وزارة الزراعة من خلال مديريات الزراعة المتواجدة في مختلف المناطق. كما تسببت موجة الحر في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن. وقال مسؤول ملف الثروة الحيوانية في اتحاد المزارعين، عبد الشكور جموم، إن أكثر من 250 ألف طائر دجاج نفقت خلال موجة الحر، مضيفا أن أعداداً كبيرة أصيبت بحالات مرضية. وأشار جموم في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أن كميات الإنتاج من الدواجن انخفضت، كما تراجعت أوزان الدجاج بسبب درجات الحرارة المرتفعة، كما شمل التراجع إنتاج البيض. ورأى أن التراجع الحالي في الإنتاج سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار خلال الأيام المقبلة، مقدراً خسائر قطاع الدواجن بمفرده بحوالي 2.8 مليون دولار حتى الآن. وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، نمر حدادين، فإن الحكومة تتابع الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي، مشيرا إلى أن غالبية الإصابات تتعلق بالمحاصيل التي لم تنضج ثمارها بعد. وأضاف حدادين في تصريحات خاصة، أن الوزارة كانت قد أطلقت حملة إرشادية للمزارعين للوقاية من هذه الأجواء الحارة، ما خفف من حجم الأضرار، منها أهمية ري المزروعات وسقايتها ليلا. وتسببت الأجواء الحارة في انقطاع التيار الكهربائي بالأردن، ما حمل القطاع الزراعي خسائر إضافية، وفق مسؤولين في الاتحاد العام للمزارعين.
