IMLebanon

رسالة إيران: حزم وتصلّب إزاء تابعي “السعودية”!

mohamad-jawad-zarif

بعد غياب ملحوظ عن الملفات الداخلية اللبنانية، عاد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، إلى مقاربة هذه الملفات بنبرة مرتفعة تهدد بمزيد من الاشتباك السياسي، لاحت بوادره سريعاً برد رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري.

وبرأي متابعين لصحيفة “السياسة” الكويتية، فإن نصر الله تدخل بقوة، في خطابه الأخير أول من أمس، بالنزاع السياسي الحالي الذي يخوضه العماد ميشال عون ضد الحكومة، تاركاً لغة التحفظ والمواربة التي طبعت خطاباته في الآونة الأخيرة، خصوصاً منذ انطلاق الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك للأسباب التالية:

أولاً: فشل عون في القيام بأي تحرك جدي ومؤثر في الشارع، وظهرت علامات الضعف والهزال على تأثيره في الشارع المسيحي، وترجم ذلك مواقف أكثر صلابة من قبل الذين يتصدون له داخل الحكومة، وهم جميع الفرقاء باستثناء وزيري “حزب الله”، فكان من الضروري تدخل نصر الله والتلويح بالشارع، ما يعني خلطاً للأوراق الطائفية والمذهبية، وتحويل أي تحرك جماهيري مقبل إلى مواجهة تنذر بمخاطر عدة، أولها وقف الحوار مع “المستقبل”.

ثانياً: عندما تحدث نصر الله عن عدم السماح بعزل أي حليف، فإنه صوب بصورة غير مباشرة على حليف آخر هو رئيس حركة “أمل” ومجلس النواب نبيه بري الذي يرى فيه “حزب الله”، حصان طروادة داخل فريق “8 آذار”، وركناً أساسياً في لعبة كسر عون وعزله، سيما أنه في الوقت الذي يخوض الحزب حرباً سياسية وإعلامية ضد السعودية، يتلقى بري التحية تلو الأخرى من مسؤولين في المملكة على دوره التوفيقي الإيجابي.

ثالثاً: ثمة مؤشرات في خطاب نصر الله، على أن التعليمات الإيرانية التي نقلها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، تفيد أنه لا بنود سرية في الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى تخص ملفات لبنان والمنطقة، وبالتالي فإن المواجهات على مختلف الساحات لا تزال مفتوحة، وإذا كان المطلوب من “حزب الله” عدم الهجوم على أحد، فإنه مطالب بالحزم وتصليب الموقف إزاء الشركاء الآخرين ممن تحسبهم طهران تابعين للسعودية.

وفي ثنايا هذا التوجه لم ينس نصر الله كيف رحبت السعودية برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خصم عون الأول مسيحياً، فإذا به يخصص جزءاً كبيراً من خطابه لدعم عون ليقيم التوازن. وكل هذا يؤشر على احتدام مقبل للنزاع السعودي – الإيراني على أرض لبنان.

رابعاً: هناك أسباب إقليمية لتصعيد نصر الله على المستوى الداخلي، فتورطه العسكري في سورية وصل إلى الطريق المسدودة، وتحول إلى قتال دفاعي عن دويلة ساحلية يزمع بشار الأسد الاحتفاظ بها مهما كلف الأمر من قتل وتدمير.