تقول مصادر وزارية لصحيفة “الراي” الكويتية ان ثمة استبعاداً لتَجاوُز “حزب الله” اطار الدعم الكلامي والمعنوي والسياسي لعون، بما يعني ان تلويح السيد حسن نصرالله بإمكان انضمام انصار الحزب الى أنصار عون في التحركات في الشارع هي غير واقعية لعوامل كثيرة، ليس أقلّها ان الحزب يدرك قبل سواه خطورة نقل الاشتباك السياسي الى الشارع وما يمكن ان يؤدي اليه من مضاعفات مذهبية وطائفية لا يرغب الحزب ولا مصلحة له فيها اطلاقاً.
ومع ذلك، فان المصادر نفسها تعترف بأن المأزق يبدو شديد الصعوبة ،خصوصاً مع انقطاع كل أواصر الوساطات والمساعي واصطدامها بالتعنّت العوني المرشح للتصاعد في ظل الاستقواء بدعم «حزب الله». وتلفت في هذا السياق الى ان اليومين المقبلين سيشهدان تكثيفاً للمشاورات السياسية سعياً الى تبريد الأجواء قبل العودة الى جلساتٍ حكومية باتت تزيد التوترات السياسية كما جرى في الجلسة الأخيرة. وتضيف المصادر ان تلميح نصرالله في خطابه يوم الجمعة الماضي الى مقايضةِ فتح مجلس النواب بإعادة الحوار بين عون وخصومه، وإن كان بعض الجهات في قوى 14 آذار لم يأخذه على محمل الجدية، ربما يشكل مخرجاً محتملاً، لكن دونه عقبة اساسية هي ردة فعل «تيار المستقبل» الذي مضى عون بعيداً في استفزازه وتحدّيه. كما ان خطاب نصرالله زاد في طينته بلة بدليل ان الرئيس سعد الحريري ردّ فوراً على ما عدّه «كذبة مفبركة» في الكلام عن محاولات كسر مزعومة لعون.
وبذلك تخشى المصادر ان تكون الأزمة الحكومية قد صارت أمام واقع شديد الانسداد من دون أي أفق عملي ممكن لإخراجها من عنق الزجاجة، ولو ان كلمة السرّ بمنع سقوط الحكومة لا تزال صامدة وثابتة. ولعلّ المصادر الوزارية عيْنها لا تخفي خشيتها هنا من قيام أمر واقع يحوّل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال مقنّعة ما لم تبرز في الايام المقبلة مواقف او اتجاهات من الفريق المعطّل تساعد على اعادة الحد الادنى الى التفاعل الحكومي أقلّه لمواجهة بعض الأزمات المتفاقمة مثل النفايات والكهرباء والرواتب لأن البديل من إحداث ثغرة حكومية سيكون شديد الوطأة على البلاد.