كشف تقرير لقاعدة البيانات العالمية Numbeo التي تنشر إحصاءات مؤشّر كلفة المعيشة العالمي، أن مدينة بيروت احتلت المركز 239 عالمياً في تصنيف أغلى مدن العالم للنصف الأول من 2015، والذي ضم 516 مدينة من حول العالم، وفق مؤشر أسعار المستهلكين، كما تم تصنيف العاصمة اللبنانية ثالث أغلى مدينة من بين 106 مدن في العالم ذات الدخل المتوسط العالي، ورابع أغلى مدينة من بين 22 مدينة عربية.
وتعتمد Numbeo في تصنيفها على كلفة المعيشة في كل مدينة استناداً إلى مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار الإيجارات، اذ أن مؤشر أسعار المستهلكين هو المؤشر النسبي لأسعار السلع الإستهلاكية والتي تضم محال البقالة والمطاعم ومراكز النقل.
وبحسب مؤشر أسعار المستهلكين، فإن كلفة السلع الإستهلاكية في بيروت أعلى من تلك في مدينة ألبيكيركي في الولايات المتحدة وكيتشنير في كندا ولارنكا في قبرص، إلا أنها أقل من أسعار السلع الإستهلاكية في كل من مدينة كورفو في اليونان وكيلاونا الكندية ومدينة أكرون في الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، فإن كلفة السلع الإستهلاكية في بيروت أقل فقط من تلك في مدينتي لواندا في أنغولا وبوينس آيرس في الأرجنتين وذلك ضمن المدن ذات الدخل المتوسط العالي. من ناحية أخرى، كلفة السلع الإستهلاكية في بيروت أقل فقط من تلك في دبي والدوحة والدمام وذلك بين المدن العربية.
وقد حصلت بيروت على 66.7 نقطة في التصنيف مما يعني أن أسعار السلع الإستهلاكية فيها أقل بنسبة 33.3% من تلك في مدينة نيويورك الأميركية. أما بالنسبة الى مؤشر أسعار الإيجارات، وهو قيمة إيجار الشقة في مدينة معينة مقارنة بقيمة الإيجارات في نيويورك، فقد صنف بيروت في المركز الـ 91 عالمياً، والرابع بين المدن ذات الدخل المتوسط العالي كذلك بين الدول العربية، في الوقت الذي احتلت فيه مدينة موناكو المركز الأول عالمياً ومدينة أمريتسار الهندية المركز الأخير. وحازت العاصمة اللبنانية على 34.9 نقطة في التصنيف، مما يعني أن أسعار الإيجارات فيها أقل بنسبة 65.1% من تلك في مدينة نيويورك. والجدير ذكره، أنّ بيروت كانت قد سجّلت ثاني أعلى مؤشّر لأسعار المطاعم (69.94) بين العواصم العربيّة خلال النصف الأوّل من 2015.
أمّا بالنسبة الى تطوّر أسعار الاستهلاك في لبنان، فيتبيّن أنّ مؤشّر الأسعار الاستهلاكية في مدينة بيروت قد تراجع خلال الأعوام القليلة المنصرمة من 79.27 في العام 2013 إلى 73.62 في العام 2014 و 66.74 مع نهاية النصف الأوّل من 2015.
اضافة إلى ذلك، سجّل كلٌّ من مؤشّر أسعار الإيجار ومؤشّر أسعار السلع ومؤشّر أسعار المطاعم في مدينة بيروت إنخفاضاً مستمرّاً خلال الفترة الممتدّة بين العام 2013 ونهاية حزيران 2015 ، في حين تحسّن مؤشّر القدرة الشرائيّة المحليّة من 42.19 في العام 2013 إلى 72.75 في النصف الأوّل من 2015، الأمر الذي قد يعود إلى تراجع أسعار النفط بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة.
عالمياً، اظهرت الإحصاءات أنّ مدينة هاملتون في برمودا هي أغلى مدينة في العالم، إذ بلغ مؤشّر أسعار الاستهلاك لديها 152.67 في النصف الأوّل من 2015، أي أنّ الأسعار فيها هي أغلى بنسبة 52.67%من الأسعار في مدينة نيويورك، تليها مدينة جنيف السويسريّة ، نتيجة المؤشّر: 137.17، ومدينة زوريخ السويسريّة مع مؤشر عند 135.31. وعلى الصعيد إلاقليمي، برزت مدينة الدوحة في قطر كأغلى عاصمة عربيّة خلال النصف الأوّل من 2015 عند مقارنتها بأسعار نيويورك، اذ بلغ مؤشّر أسعار الاستهلاك لديها 71.30، مع المركز 205 على الصعيد العالمي.
