بخلاف الاجواء الايجابية التي خيمت على المسرح الدولي الاسبوع الماضي موحية بدخول مرحلة التسويات السياسية لازمات منطقة الشرق الاوسط الحيز العملي مع اجتماعات موسكو المتتالية التي بدأت بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير واستتبعت باخرى لنظيره الايراني محمد جواد ظريف اليوم، تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية” ان الحراك الروسي على هذا المحور لا يبدو اثمر ولا اعطى مفعولا ايجابيا في ضوء جملة عوامل ومواقف برزت اخيرا اوحت باستمرار وجود عقبات اساسية في المسار التسووي لا سيما في ما يتصل بالازمة السورية التي تشكل موضع كباش حاد بين القوى الاقليمية المتنازعة وفي شكل خاص بين ايران والسعودية التي لم تفلح الجهود الروسية المبذولة في جمع وزيري خارجيتهما لبدء البحث في مشاريع الحلول وطرح الهواجس والاقتراحات للتسوية المنشودة.
وتوضح ان المواقف الايرانية التي عممت سياسة الانفتاح على الجيران واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات لم تقترن باي مبادرة عملية تعتبرها بعض الدول الاقليمية اساسية لتلمس جدية طهران في التعاون علما ان التطورات الميدانية المتسارعة في كل من اليمن والعراق وسوريا لا تبدو تصب لمصلحة ايران خصوصا مع الشعارات الجديدة والفريدة من نوعها التي اطلقت في مظاهرات نظمت في بغداد والنجف دعت الى خروج ايران من العراق.
وتضيف ان ما صدر من مواقف في اعقاب مؤتمر ظريف ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اليوم يعزز الاعتقاد ان لا تقدم عمليا على محور التسوية المنشودة اذ قال ظريف، وفي موقف يحمل في طياته تناقضا واضحا، وفق ما ترى المصادر، ان على الاطراف الخارجية عدم التدخل في الشأن السوري مؤكدا في الوقت نفسه ان ايران ستواصل دعم الحكومة السورية.
ولاحظت المصادر لـ”المركزية” ان التشدد الايراني يعكس في خلفياته ردا على الموقف السعودي- التركي الرافض للدور الايراني في مشاريع التسوية في المنطقة باعتبار طهران شريكا في الصراع ولا يجوز تاليا ان تكون طرفا في الحل، قبل ان تسحب كل “ادواتها” التي تحركها في البلدان حيث الازمات على اشدها وخصوصا في سوريا والعراق واليمن وحتى في لبنان.
والى هذا التوجه، تشدد المصادر على ان اخفاق موسكو في جمع المعارضة السورية، شكل مسمارا آخر في نعش الجهود المبذولة روسيا للتسوية المنشودة بعدما رفضت المشاركة في اي تسوية تدرج في اطارها استمرار وجود الاسد او حتى مجموعة العمل المحيطة به، مشترطة تنحيه وافراد نظامه ورفض اي طرح لمرحلة انتقالية يكون له وجود فيها.
ولفتت هذه المصادر لـ”المركزية” الى ان بانوراما المواقف السياسية لا يؤشر في اتجاه وضع التسوية السياسية على طاولة الحوار، مدرجة سيناريو المواقف والتحركات في اطار تعزيز الاوراق وشد الحبال قبل ولوج مرحلة البحث الجدي، لا سيما من الجانب الايراني الساعي الى تأكيد وتثبيت دوره في المنطقة وانتزاع اعتراف من الدول “المعترضة ” لا سيما السعودية وتركيا، وهو دور كرسه الاتفاق النووي الذي يقبع في دائرة انتظار الموافقة عليه في الكونغرس الاميركي ومجلس الشورى الايراني، اذ يبدو ان ايران لن تدمغه بموافقتها قبل تأكيد الموافقة الاميركية.