كتبت صحيفة “الديار”: بات من المسلم به ان النزول الى الشارع لا يسمن ولا يغني وليس منه نوى سوى الفوضى، تقول مصادر في تيار “المستقبل”، فيعرف المرء كيف يبدأ التحرك في الشارع لكنه لا يعلم كيف ينتهي وهذا ما انسحب على حراك “التيار العوني”، وبصراحة متناهية بعيدا عن الغرق في التحليل والتنظير فإن التظاهرات التي قام بها هذا التيار لم تؤد الى الغرض المنشود وضاعت الطاسة بحسب المصادر اذ بدأ التظاهر العوني على خلفية المطالبة بحقوق المسيحيين وينتهي بفتح النار على تيار “المستقبل” ورفع شعارات كادت لولا العقلانية ان تؤدي الى ما لا يحمد عقباه بفعل الاتصالات التي قام بها الرئيس سعد الحريري مع وزرائه ونوابه وقيادي تيار المستقبل طالباً منهم الهدوء وعدم الدخول في سجالات مع العماد عون على الرغم من الاستياء الذي ابداه الحريري من خلال التعرض للرئيس الشهيد رفيق الحريري وكأن ذلك وفق مصادر المستقبل يعيد الحقوق للمسيحيين ويساهم في حل كل المعضلات السياسية.
ويقول قيادي في تيار “المستقبل” ان رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون وبعد ما رأى ان الدفاع عن حقوق المسيحيين لن يجدي نفعا في التظاهرة الاولى على اعتبار ان الكثيرين رأوا في تحركه لدوافع شخصية من اجل صهره في قيادة الجيش وله شخصيا لرئاسة الجمهورية اعتبر في قرارة نفسه ان الهجوم على المستقبل وتصويره بتيار داعشي ربما تجذب انصاره وتعتبره شغلة ربيحة.
ورأت مصادر “المستقبل” ان ارباكا اصاب التيار وهذا تجلى في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة من خلال مداخلتي وزيري العدل والداخلية اشرف ريفي ونهاد المشنوق وانتقادهما الشعارات التي رفعها العونيون في المظاهرة، وحاول وزير التربية الياس ابو صعب التبرير وحتى الاعتذار عازيا ذلك الى مندسين لكن اليافطات رفعت بكثرة ومعظم الذين شاركوا في التظاهرة رددوا شعارات تؤدي الى الفتنة دون ان يلجأ نواب وقيادو “التيار الوطني الحر” الى لجمهم لا بل كانوا يدبون الحماس في صفوفهم ولم يكترثوا لكل ما حصل.
واشارت المصادر في “المستقبل” الى استياء لدى دول الخليج من الشعارات المسيئة التي رفعت في تظاهرة التيار العوني دون ان يدري هؤلاء ماذا يفعلون من اساءات لأديان ومذاهب ودول، وهذا ما يسبب نقمة قد تؤدي لاحقا الى ترحيل البعض من هذه الدول ولا سيما ان هناك لوائح اسمية جاهزة انما ما جرى في الاونة الاخيرة بفعل الاتصالات التي قامت بها قيادات لبنانية وخصوصا زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى السعودية وقطر ودول خليجية اخرى ناهيك الى اتصالات بقيت بعيدة عن الاضواء رأفة بهؤلاء اللبنانيين الذي يعيلون اهلهم في لبنان ما ادى الى وقف هذه الخطوات والتأكيد على علاقة لبنان التاريخية مع دول الخليج.
وفي هذا السياق يقول عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حماده ان ما حصل من تظاهرات هزيلة يؤكد على ان البعض لم يتعلم ويتعظ من تجارب الماضي وذلك يذكرنا بالدبكة والميجانا وأبو الزلف في قصربعبدا الذي ادى لاحقا الى تهجير المسيحيين ودخول السوري الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع اضافة ما حل بالبلد من دمار وقتل بفعل هذه المغامرات الغير محسوبة لاهداف ودوافع شخصية لا تمت لحقوق المسيحيين بأي صلة ونحن ادرى بدورهم التاريخي النهضوي العربي وبحقوقهم ووجودهم المتجذر في هذا الشرق.