طوني رزق
ورد اسم لبنان في المرتبة الثالثة عشرة ضمن لائحة الدول الاكثر عرضة للافلاس تضمنت 24 دولة تشكو من ازمة ديون حادة. وتعاني هذه الدول من ديون خيالية بالارقام لم يعد في الامكان تسديدها، وهي موزعة في أكثر من قارة بينها اميركا واوروبا وآسيا.
جاء لبنان في المرتبة الثالثة عشرة على لائحة الدول المعرضة للافلاس وعددها 24 دولة. ويندرج لبنان تحت عنوان الدول المهددة بالافلاس السريع وفي الدول الاربع عشرة الاولى، وهي حسب ترتيب الاكثر خطورة كالتالي: ارمينيا، بليز، كوستاريكا، كوراتيا، قبرص، جمهورية الدومينيكان، السلفادور، غامبيا، اليونان، غرينادا، ايرلندا، جمايكا، لبنان، مقدونية، وجاء ذلك ضمن تقرير دولي حديث جدا.
يأتي التقرير بعدما كان العالم منشغلا بشدة بالوضع المالي لليونان في الاسابيع الماضية. غير ان اليونان لا تمثل الا جزءا صغيرا من أزمة افلاس الدول على المستوى العالمي.
وتبلغ نسبة الديون العامة مقارنة مع الناتج القومي العالمي 286 في المئة وهي الاعلى تاريخيا، اي ان هناك ديونا سيادية بقيمة 200 تريليون دولار اميركي، اي نحو 28000 دولار لكل شخص على وجه الارض. وبما ان نصف السكان على الارض يعيشون مع دخل يومي يقل عن عشرة دولارات، فان تسديد هذه الديون هو من المستحيلات.
وتظهر المعالجة المالية للملف اليوناني انها لا تحمل حلا كاملا ونهائيا. وهي تشبه تغطية دين بطاقة ائتمان قديمة بدين بطاقة ائتمان ثانية جديدة. وهذا ما دفع صندوق النقد الدولي الى مطالبة الاتحاد الاوروبي بالعمل على شطب قسم من الديون اليونانية لعلمه أن اليونان لن تستطيع الايفاء بكامل هذه الديون الكبيرة.
والأمر الاكثر تعقيدا ان الدول الغنية التي يتوقع ان تلعب دور المنقذ ترزح هي نفسها تحت ديون باتت شبه خيالية. وعلى سبيل المثال تضاعف الدين الاميركي مقارنة مع ما كان عليه في العام 2007 وباتت قيمته الحسابية اكبر من ان يكون قابلا للتسديد.
وتشكو اوروبا من المعضلة نفسها. وتعاني غالبية الدول الاوروبية من ارتفاعات متواصلة في نسبة الدين الى الناتج القومي العام. وقد بلغ دين اسبانيا اكثر من تريليون يورو ودين ايطاليا اكثر من 2.6 تريليون يورو.
وتشكو آسيا من الامر نفسه اذ زادت ديون الصين بنسبة قياسية مؤخرا، حيث زادت ديون القطاع الخاص الى 207 في المئة من الناتج القومي في الصين مقارنة من 125 في المئة في العام 2008.
واذا اضفنا ديون الدولة يتجاوز ذلك الـ300 في المئة. وفي اليابان، تتجاوز النسبة 230 في المئة. وبلغت الديون بالارقام مستويات خيالية بات من المستحيل الايفاء بها.