أكدت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة “الراي” الكويتية انهيار «مملكة» الشيخ احمد الاسير أبرز المطلوبين الى العدالة اللبنانية والذي جرى توقيفه من جهاز الامن العام خلال محاولته مغادرة البلاد السبت الماضي متخفياً بجواز سفر فلسطيني مزور، عبر مطار رفيق الحريري الدولي متوجّهاً الى القاهرة ومنها الى نيجيريا.
واذا كانت اعترافات الاسير ما زالت طيّ الكتمان لدواعٍ أمنية، فان ما تسرّب منها اشار بوضوح الى انهيار كامل لـ«مملكته الخاصة» بعدما لوحظ من بعض اعترافاته اليأس والاحباط الذي وصل اليه على كل المستويات النفسية والشخصية والعامة، في ما يتعلق بالحالة السنية في لبنان والتي كان عبّر عنها في وصيته الاخيرة التي نشرها أتباعه بعد القاء القبض عليه بوقت قصير، مسبوقة بتغريدة على حسابه الشخصي على “تويتر” وفيها «حسبنا الله ونعم الوكيل… الشيخ احمد الاسير في قبضة الاجهزة الامنية الصفوية الصليبية، وقد اظهر موقع “تويتر” تاريخ نشر هذه التغريدة الساعة 11 و24 دقيقة ظهراً اي بعد نحو ساعة من القبض على الأسير.
وتتابع الأجهزة الأمنية تعقُّب حساب الأسير وخصوصاً بعد التغريدة ونشر التسجيل الصوتي لوصيته، وذلك لكشف هوية الشخص الذي يدير هذا الحساب، وخصوصاً ان التحقيق معه سيكشف الكثير من الأسرار ومنها طريقة نشر تغريداته طوال فترة تواريه عن الانظار وعما اذا كان يتواصل مباشرة مع ذلك الشخص او عبر وسيط.
وكشف ما تَسرَّب من معلومات عن التحقيق ان الاسير لجأ الى مخيم عين الحلوة بعد أحداث عبرا التي وقعت في حزيران 2013 بين مجموعته وبين الجيش اللبناني تماماً كما فعل الفنان المعتزل المطلوب للعدالة فضل شاكر، وانه بعد مكوثه لفترة غادر المخيم نحو الشمال حيث اقام فيه بالتنسيق مع الشيخ خالد حبلص (اوقف قبل فترة على خلفية مشاركته في أحداث بحنين – المنية ضد الجيش اللبناني قبل أشهر). وتردّد حينها ان الأسير خضع لعمليات تجميل على يد جراح سوري، من اجل تسهيل حركة تنقلاته، وانه بعد معركة بحنين، عاد الى صيدا مروراً بجدرا في اقليم الخروب حيث أقام عند عبد الرحمن الشامي الذي يملك منزلا في البلدة، وقد دهمته قوة من الامن العام اول من امس وأوقفت نجله المعتصم بالله، ولكنها لم تتمكن من توقيف عبد الرحمن بعدما توارى عن الانظار منذ شيوع نبأ توقيف الاسير، الذي كان رُصد تنقله مرة في منطقة الشرحبيل بن حسنة في صيدا وكاد ان يلقى القبض عليه، الا انه فر قبل وقت قصير، كما تردد انه أقام موقتا في محيط صيدا القديمة وصولاً الى عين الحلوة مجدداً.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ«الراي» ان القاء القبض على مصعب قدورة و(علاءص) جعل الحلقة تضيق على الاسير لجهة تحركاته وتواصله مع الآخرين، وانه بات في حالة من الهذيان وصولاً الى المزيد من الاحباط، وصار كثير التنقل حيث تمكنت القوى الامنية من رصد حركته مراراً، فضلاً عن اتصالات هاتفية وصولاً الى طلبه تزوير جواز سفر له باسم خالد عباسي من مواليد 1972 في حي البراد في صيدا، وهذا كان الخيط الذي قاد الى توقيفه.