حاورها محسن المختفي
يوم الجمعة الماضي، راسَلْتُ المراسلة في قناة الـLBCI دلال معوّض من أجل إجراء مقابلة معها بداية هذا الأسبوع، للتحدث عنها وعن عملها الإعلامي ومشاريعها المستقبلية، بهدف تسليط الضوء أكثر فأكثر على شخصية شابة شغوفة بالعمل الصحافي الهادف إلى إحداث تغيير في المجتمع اللبناني ودعم القضايا الإنسانية على شتى أنواعها، إضافة إلى قضية البيئة التي توليها إهتماماً لا يستهان به في تقاريرها. إلا أنّ خبر تقديم إستقالتها من الـLBCI بعد إنضمامها إليها في تموز الـ2013 للإنتقال للعمل مع منظمة الأمم المتحدة، جعلني أعيد النظر بالمقابلة كلها وأن ينطلق الحديث معها من هذه النقطة بالذات.
دلال التي حجزت مكانة لها في الوسط الإعلامي وباتت معروفة بإهتمامها الكبير بإثارة القضايا الإنسانية والبيئة، وعملت في وسائل إعلام عالمية كـ”الجزيرة إنكليزية” و”نيويورك تايمز” قبل إنتقالها إلى الحقل الإعلامي المحلي، توضح في حديث لموقع IMLebanon أنّ “إستقالتها من الـLBCI تقدمت بها إلى الإدارة الأسبوع الماضي وبقي لها شهر عمل بها، وأنّ الإستقالة أتت على خلفية العرض الذي قدم إليها للعمل مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة “UNHCR”، حيث أنّ “هذا العرض تم بناء على عملها في التلفزيون على موضوع اللاجئين الذي قامت بتغطيته بصورة كبيرة خلال هاتين السنتين”. وتضيف: “لقد علمت أنّ ثمة فرصة عمل في المكتب الإعلامي لمنظمة اللاجئين في جنيف لتغطية بيروت والشرق الأوسط، فتقدمت بطلب على الرغم من أنّني سعيدة بعملي في الـLBCI إلا أنّ طموحي أن أكون في مكان عمل أكبر ليس محصوراً بلبنان إنّما في الشرق الأوسط وحتى العالم. فهذه كانت فرصة لأبقى صحافية، فعملي سيكون صحافياً بإمتياز كمراسلة ومعدة ومنتجة تقارير مصوّرة لمفوضية اللاجئين ومحطات إعلامية أخرى متعاقدة معها”.
وتتابع دلال: “أنا أؤمن إيماناً مطلقاً بقضية اللاجئين وقد حوربت من البعض في لبنان بحجة أنّني منحازة جداً للاجئين السوريين مع العلم أنّ المسألة محض إنسانية ولا علاقة لها بهوية وجنسية اللاجىء. إنّي أؤمن أنّ للصحافي دورًا ومسؤولية كبيرة من أجل إيصال صوت اللاجئين أو أيّ قضية مشابهة، وقد أبديت حماسة كبيرة لموضوع العمل مع المفوضية، وتم قبولي للعمل بعد سلسلة من المقابلات التي أجريتها، وسأنتقل في أول مرحلة وخلال فترة وجيزة للعمل في مقر المنظمة في جنيف، ومن بعدها سأعود لاحقاً إلى بيروت لتغطية قضية اللاجئين في لبنان والشرق الأوسط أكانوا سوريين أو عراقيين أم يمنيين وغيرهم، حتى أنّ ثمة إمكانية للذهاب إلى أوروبا من أجل تغطية أزمة اللجوء التي تعاني منها القارة أخيراً لاسيما في إيطاليا واليونان، لافتة إلى وجود أيضاً إمكانية أن تكون ناطقة إعلامية بإسم المفوضية في المستقبل”.
وعن إهتمامها الكبير بالبيئة وتسليط الضوء في تقاريرها بنسبة كبيرة على الموضوع خلال مدة عملها في الـLBCI بالإضافة إلى المواضيع الإنسانية والإجتماعية، تقول دلال إنّها “شخصية مناصرة جداً للبيئة وتهتم كثيراً بتفاصيل وشؤون هذا الموضوع، فهي كانت منسقة الشباب في حزب “الخضر اللبناني” الذي يهدف إلى وضع الشأن البيئي على رأس قائمة الأولويات السياسية، وكصحافية إعتبرت أنّه من الممكن ان أخدم هذه القضية لاسيما وأنّ مسألة البيئة منسيّة في لبنان كلياً ومغيّبة عن الإعلام وغالباً ما تأتي في نهاية نشرة الأخبار، فأنا أرى أنّ البيئة هي قضية ذات أهمية كبيرة جداً مثل القضايا الأخرى. ومع غياب الإهتمام السياسي بالموضوع وعدم إعطاء أولوية له، هنا دور الإعلام أن يحرك الموضوع ويسلط الضوء عليه في نشرات الأخبار بأسلوب علمي بعيد من السياسة”.
وتلفت إلى أنّ “الصحافي قادر على أن يؤثر في المواضيع الإنسانية والإجتماعية، إذ خلال السنتين الأخيرتين لعب الإعلام دوراً كبيراً في قضايا حقوق الإنسان والعنف ضدّ المرأة وغيرها ودعم المجتمع المدني الذي كان يحارب من أجل هذه القضايا، ولاسيما نحن في الـLBCI حيث ساندناه وكنا صوتاً له وأحياناً ساعدنا على الوصول إلى تحقيق أهدافه، فقد كان لنا مساهمة إيجابية جداً، في حين أنّه في الإعلام الغربي تتصدر المواضيع الإجتماعية والإنسانية نشرات الأخبار على المواضيع الأخرى”.
وعن زواجها المدني في لبنان وأين أصبحت القضية وعمّا إذا تم توقيعه من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، توضح دلال أنّه “لسوء الحظ لم يكن هناك مجال من أجل الحصول على حقنا بالزواج المدني في لبنان بالطريقة القانونية على الرغم من أنّني وزوجي من أبناء طائفة واحدة، ولكنّنا نؤيد هذا الزواج إنطلاقاً من إيماننا بالحصول على هذا الحق المدني في لبنان”، وتضيف: “نحن قمنا بشطب الإشارة إلى الطائفة على الورق، وعقدنا زواجنا لدى كاتب عدل. إلا أنّ ما حصل في وزارة الداخلية كان غير قانوني، لاسيما وأنّ الوزير السابق قام بتوقيع وثائق عدد من الزيجات، ما يخلق تمييزاً بين المواطنين. اليوم، رغم المفاوضات وإثارة القضية إعلامياً لم نصل إلى مكان، وقد قرّرنا اللجوء إلى القضاء بما أنّ هذه الممارسات غير قانونية”.
أمّا عن إيمانها بإحداث أيّ تغيير في لبنان، فتلفت دلال إلى أنّه “من الصعوبة إجراء تغيير في البلاد أقله في المدى القريب لسبب هو أنّ الشعب لا يريد ذلك. فـ”كما تكونوا يولى عليكم”. فنحن قمنا بتغطية تحركات المجتمع المدني الذي يمثل أملاً في لبنان، ولم نر هذا الزخم الكبير في الشارع حتى على أبسط القضايا المعيشية والحياتية التي تطال يوميات المواطنين وآخرها ملف النفايات… آسفة جداً لأنّني سلبية من هذه الناحية وأستبعد جداً إحداث تغيير في المجتمع اللبناني، وإن حدث تغيير فسيكون سطحيًا وليس جذريًا”!
يذكر أنّ دلال تحمل شهادة في الإقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت “AUB”، وتحمل شهادة دراسات عليا في الإقتصاد السياسي من “London School Of Economic” في لندن ببريطانيا، ومن ثم عملت لاحقاً لمدة ثلاث سنوات مع منظمات دولية من بينها الـUNDP كباحثة، ومن بعدها إنتقلت إلى جامعة كولومبيا في نيويورك وتخرجت منها حاملة شهادة دراسات عليا في الصحافة المرئية والمسموعة، لتعمل فيما بعد مع قناة “الجزيرة إنكليزية” في قطر لمدة سنة وصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.