يقول مصدر قيادي رفيع في «8 آذار» لصحيفة “السفير” إن «الرأي الغالب لدى هذه القوى كان واضحا»، وهو أننا «مع التعيين في قيادة الجيش والمجلس العسكري والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، أي مع التعيين بالمبدأ لأن الاصل هو التعيين، أما في يومنا الحاضر وبسبب غياب رئيس الجمهورية وتعثّر عمل مجلس الوزراء والتجاذب السياسي الكبير، وبما اننا لسنا في جزيرة معزولة انما مرتبطون بشكل وبآخر بالمنطقة، كان الموقف اذا تعذّر التعيين فالحل هو بتأجيل التسريح».
يوضح المصدر «نحن لدينا ثقة بقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومسيرته في قيادة الجيش رسّخت هذه الثقة، واليوم يقوم الجيش على الحدود بأعمال هائلة، وكذلك المقاومة. وقد نجح في صد الإرهاب ومنع تسلله الى الداخل، كما ساهم في تثبيت الامن والاستقرار في الداخل». وعليه، يعتبر المصدر أن «ما علينا هو تأمين الغطاء السياسي للجيش وعدم تعريضه أو طعنه في ظهره وان لا نخوض في مشاكل تهزه، وبالتالي علينا إبعاده عن السياسة، وإراحته في عمقه اللبناني ليؤدي مهامه الوطنية».
يؤكد المصدر «نحن كقوى 8 آذار متضامنون مع الجنرال ميشال عون في كثير من الامور، وهناك بعض الامور يفترض التنسيق حولها مسبقا، منها مسألة النزول الى الشارع، لان هناك أسئلة مطروحة، منها: الشارع مع من وضد من ولماذا؟.. مع التشديد على ان العلاقة داخل مكونات 8 آذار ممتازة ولا تحتاج الى ترميم.
يرى المصدر أن «لا أحد يتحسس خطورة الوضع، والسوء الكبير أن قوى 14 آذار غير مبالية، وهي تعرف مسبقاً كيف يتصرف الجنرال عون وما هي ردة فعله حول كل قضية من القضايا المطروحة، لذلك تعمد إلى اختراع المشاكل عن سوء نية وتمعن في استفزازه متناسية مصلحة البلد». ويضيف: «الثابت أن الجنرال عون ليس هو من يخربط الوضع في البلد انما فريق 14 آذار بسلوكه وسياساته وأسلوب النكايات والاستفزاز المتعمّد مما يهدد الاستقرار في البلد».
يلفت المصدر إلى أن «قوى 14 آذار تعمد الى التذاكي، بحيث تخترع المشكلة في الخارج ثم تدخل إلى مجلس الوزراء فتلعب دوراً مكشوفاً بإيحائها أن ما يهمها هو مصلحة الجيش، وعندما تعترض قوى 8 آذار على سلوكها تصبح هي من يعطل البلد». ويضيف: «هذا النهج في العمل العام غير صحيح وخطير، فلا يمكن أن يكون العمل السياسي نصف ملائكي ونصف شيطاني، وقوى 14 آذار تتصرف بأسلوب شيطاني بلبوس ملائكي».
يدعو المصدر «قوى 14 آذار إلى الكف عن رفض كل ما يطرحه الجنرال عون، لان دورها سيئ جدا في عملية إخراج تأجيل التسريح للقيادات العسكرية والامنية، وتعمّدت خلق مشكلة حول هذه المسألة من خلل تعمدها اعتماد أسلوب التحدي بدل الإمرار السلس الذي لم يكن مستعصياً». يقول المصدر إن «هذه المسألة صارت وراءنا والتحدي، كما الامتحان، هو: هل قوى 14 آذار ستقلع عن ممارساتها.. أم ستستمر في أسلوب افتعال الازمات والاستثمار عليها؟».