ذكرت صحيفة “النهار” أنّ نائب الرئيس العراقي السابق نوري المالكي غادر يوم الخميس الماضي بغداد الى طهران، والأرجح انه لن يعود إذا كان حيدر العبادي سيقدمه الى المحاكمة مع ٣٠ مسؤولاً سياسياً وأمنياً بتهمة الإهمال الذي تسبب بسقوط الموصل في يد “داعش”، وبالتأكيد هناك من نصحه بمغادرة العراق قبل صدور قرار لجنة التحقيق النيابية بمحاكمته!
وأضافت الصحيفة: “لن يكون في وسع العبادي، وهو من “حزب الدعوة” وكان نائباً للمالكي، ان يهمل تقرير لجنة التحقيق أمام التظاهرات الحاشدة المطالبة بمحاكمة الفاسدين والمسؤولين عن الإنهيار المريع للخدمات، والتي تحظى بدعم قوي من علي السيستاني، ولكن السؤال الى أين يمكن ان يصل العبادي الذي أطلق حركة إصلاحية كان آخر قراراتها أمس إلغاء ١١ منصباً وزارياً، في محاسبة المالكي وزمرته، خصوصاً ان الأمر يأخذ شكل محاكمة حقبة لا بل محاكمة ما يمكن ان نسميه الإدارة الإيرانية للحكم في العراق”؟
سقوط الموصل في ١٠ حزيران من العام الماضي ليس أكثر من القسم الظاهر من جبل جليد الفساد الذي صنعه المالكي، الذي رأس الحكومة مرتين مارس خلالهما سياسات الإقصاء والإنتقام والتهميش التي تعاملت مع المناطق السنية على أنها كلها معاقل للصدّاميين، والذي أنفق ١٢٠ ملياراً من الدولارات على إعادة بناء الجيش الذي تبيّن ان فيه من الأشباح الوهميين أكثر مما فيه من الجنود، والذي أنفق على قطاع الكهرباء ٤٠ مليار دولار والعراق يغرق في الظلام وسط طقس صحراوي خانق!
لا داعي الى الإستمرار في تعداد أبواب الفساد التي فجّرت غضب العراقيين والتي حققت فيها اللجنة النيابية التي تطالب بمحاكمة المالكي وزمرته، فعندما يقول بهاء الأعرجي وهو نائب العبادي إن المالكي أهدر تريليون دولار من أموال الشعب العراقي، فإنّ ذلك يستدعي محاكمة حقبة لا محاكمة مسؤول فحسب!
وتابعت: “لهذا من المناسب أن نتذكّر انه بعد سقوط الموصل وانكشاف فضيحة انهيار الجيش امام “داعش”، اشترط الأميركيون على الإيرانيين استبعاد المالكي من رئاسة الحكومة لحقبة ثالثة كي يدعموا العراق بالطيران ضدّ “داعش”، ويومها استقبل المرشد علي خامنئي المالكي في طهران وأثنى على ما قدّمه للعراق، ليتبيّن الآن انه مطلوب للمحاكمة لكنه أُخرِج الى ايران وقد لا يعود!”
“النهار” ختمت: “سواء عاد المالكي أو لم يعد فالعبرة في ما سيفعله العبادي في سياق المحاكمة والمحاسبة لأن محاكمة المالكي هي بالنسبة الى الكثيرين محاكمة للإدارة الإيرانية للعراق، وهو ما يطرح سؤالاً استطرادياً حساساً: هل أنّ العبادي، وهو أيضاً من الخط الإيراني، سيمضي في محاكمة تنعكس على طهران أم سيقال له غداً إن سقوط الرمادي بعد ١١ شهراً من سقوط الموصل تمّ في عهدك وأنت مسؤول ايضاً بمعنى ان عليك لفلفة التحقيق مع المالكي”؟