IMLebanon

أزمة تونس الاقتصادية تدفعها لإعادة فتح أجوائها للطيران الليبي

LibyanAirlines
أعلنت تونس إعادة فتح مجالها الجوي أمام شركات النقل الجوي الليبية، اعتبارا من اليوم الثلاثاء، بعد ما كانت قد أغلقته قبل نحو عام لدواع أمنية في إجراء استثنت منه حينها الشركات الليبية التي تربط بين مطاراتها ومطاري طبرق والأبرق.

وقالت وزارة النقل التونسية في بيان “اعتبارا من اليوم الثلاثاء 18 أغسطس/آب 2015، سيتم إعادة فتح المجال الجوي أمام الشركات الجوية الليبية لتشغيل رحلات جوية تجارية، انطلاقا من جميع المطارات الليبية، بالجهتين الشرقية والغربية على حد السواء، باتجاه المطارات التونسية.

ويأتي القرار، بعيد أسابيع من اعلان وزارة النقل عن خطّة لإنقاذ شركة الخطوط الجوية التونسية من الافلاس، حيث أكدّت الشركة مرارا أن توقف الرحلات من وإلى ليبيا إلى جانب تراجع عدد السياح الأجانب بسبب الاعتداءين الارهابيين على متحف باردو وفندق في محافظة سوسة الساحلية، كبّدها خسائر كبيرة.

ولم تشر تونس، صراحة إلى هذا أزمة الخطوط التونسية، لكنّها أكدّت على أن اعادة فتح الأجواء أمام شركات الطيران الليبية، سينشط الحركة التجارية بين البلدين.

وأوضحت وزارة النقل، أن قراراها، كان تتويجا لسلسلة من اللقاءات بين مصالح الطيران المدني بالبلدين، وبعد عمليات تدقيق تتعلق بمجال سلامة وأمن الطيران المدني للمطارات الليبية بالجهتين الشرقية والغربية.

ويتيح اعادة فتح المجال الجوي من الجانب التونسي، استئناف الحركة الجوية بين البلدين، واستعادة النسق المعهود من تنقل الأشخاص والمبادلات عبر الجوّ.

ويحتمل القرار أيضا، إلى جانب تنشيط المبادلات التجارية، أبعادا انسانية، تتعلق أساسا بالحاجة الملّحة لبعض الفئات الاجتماعية في ليبيا الى الرحلات الاستشفائية.

ويرى محللون، أن الهاجس الأمني سيظل قائما، وأن قرار اعادة فتج الأجواء لا يعني اطمئنان الجانب التونسي، خاصة مع ما تشهده ليبيا من فوضى أمنية وانقسامات سياسية، اختزلت في جانب كبير منها بتطوراتها واضطراباتها، مقولة حرب الكل ضدّ الكل.

وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد في الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة.

ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة عن نزاع الشرعية بين السلطتين، موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم داعش الارهابي الذي يسيطر على مدينة سرت الساحلية.

ويبدو أن تونس، اضطرّت – رغم هواجسها الأمنية – إلى اعادة فتح مجالها الجوي أمام شركات النقل الجوي الليبية، مدفوعة بأزمة اقتصادية أقرّت الحكومة بها.

وكانت سارة رجب الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط التونسية، قد أكدت في وقت سابق أن الناقل الجوي الوطني، فقد نحو ربع معاملاته بسبب تعليق الرحلات من وإلى ليبيا، وأيضا بسبب فقدان تونس نحو نصف سياحها بعد الاعتداءين الارهابيين الاخيرين على متحف باردو وفندق بمحافظة سوسة، والذين قتل وأصيب فيهما العشرات من الوافدين الأجانب.