تسير انتخابات رئاسة “التيار الوطني الحر” بخطى ثابتة نحو “التوافق” بعد ان ارتأى المرشحان المتنافسان الوزير جبران باسيل والنائب الان عون، ان ايا منهما لن يحقق فوزا كاسحا لمصلحته، بل ان المنتصر لن تتخطى نسبة الاصوات التي تذهب لصالحه الـ60%، ما يعني ان 40% من “التيار” يعارضه، ما سينعكس وهنًا في ركائز الحزب البرتقالي.
وبعد وساطات واتصالات استمرت اسابيع، أشرف عليها رأس الهرم العماد ميشال عون، يبدو الجنرال نجح في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وتجنيب “التيار” كأس المنازلة الكبرى، حيث بات شبه محسوم ان الرئاسة ستؤول الى باسيل، بعد ان نال الفريق المعارض ضمانات تمنع تفرد الرئيس في اتخاذ القرارات وتؤمن المشاركة الحقيقية، خاصة ان النائب عون أكد أكثر من مرة امام من يلتقيهم ان مشكلته مع باسيل ليست شخصية بل محورها الاداء وآلية اتخاذ القرارات داخل الحزب.
وعلم ان من الضمانات: توفير أكبر قدر من الإجماع على ترشيح باسيل إلى رئاسة الحزب. وضع اختيار نائبي الرئيس في تصرف العماد عون. إجراء تعديلات أساسية على النظام الداخلي لجهة التصويت داخل المكتب السياسي وصلاحيات الرئيس. تطعيم اللجان المركزية بناشطين جدد، وخصوصاً من تم استبعادهم لأسباب مزاجية، وإجراء تقييم موضوعي لأداء بعض المسؤولين تمهيداً لاستبدال المقصرين. إعادة درس طلبات الانتساب إلى التيار لسحب البطاقات ممن تم تنسيبهم لتعديل موازين القوى الانتخابية، وتفعيل أمانة سر تكتل التغيير والإصلاح على نحو يسمح بإعادة هيكلة الكتلة النيابية وتعيين رئيس لها كما في تيار المستقبل. وأخيرا، تأدية الجنرال دوراً إيجابياً، فبغض النظر عن النظام الداخلي وهوية رئيس الحزب ونائبيه، الا ان الاهم رغبة عون في استيعاب الجميع وتوحيد صفوفهم وإشراكهم في المسؤولية.
وسط هذه الاجواء، وبعد اللقاء الذي جمع ليلا النائب عون بفريقه الحزبي، عقد اليوم اجتماع ثان والهدف التسويق للتوافق والتسوية التي حصلت. وتفيد اوساط مواكبة للقاءات “المركزية”، ان النقاشات تتم بهدوء وديموقراطية، فهناك حتى الساعة من يطالب بالمضي في المعركة الانتخابية الى النهاية، لكن التوجه الغالب يذهب نحو التوافق…
وسيُحسم في الساعات والايام المقبلة مصير المعركة ويتبين الخيط الابيض من الأسود، اذ ان مهلة تقديم الترشيحات لرئاسة التيار تبدأ غدا وتستمر حتى 27 الجاري. واذا طغت الرياح التوفيقية، من المتوقع ان يقدم باسيل ترشيحه مع نائبيه للشؤون الداخلية والخارجية، فيفوزون بالتزكية لتؤول رئاسة “التيار الى باسيل”.