أثار بدء التعامل بالليرة التركية بشمال سورية المحرر مخاوف التجار ومكتنزي العملة السورية، ما زاد من تراجع سعر الصرف إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، بواقع 313 ليرة مقابل الدولار في دمشق أمس الثلاثاء. ونسب مسؤولون سوريون زيادة العرض النقدي السوري وبالتالي تراجع سعر صرف الليرة، إلى استغناء بعض مناطق حلب وإدلب عن التعامل بالليرة السورية، ما اعتبره محسوبون على نظام الرئيس بشار الأسد، خطرا كبيرا على الاقتصاد السوري. ونقلت وسائل إعلام مؤيدة للنظام السوري، من بينها موقع “سيريا ستيبس”، تصريحات عن مسؤول حكومي، لم تذكر اسمه، طالب خلالها بضرورة أن يتم التعامل مع الترويج لإدخال الليرة التركية إلى مناطق الشمال السوري معاملة إدخال السلع. وقال المسؤول السوري “تداول العملة غير الشرعية يعتبر بمنزلة تداول السلاح غير الشرعي، وكما يؤثر السلاح غير الشرعي على أمن الوطن، فإن تداول الليرة التركية غير الشرعية يسيء للاقتصاد الوطني”. وكانت بعض مناطق ريفي حلب وإدلب قد بدأتا التعامل الأسبوع الماضي بالليرة التركية بدل الليرة السورية، تجاوبا مع قرارات نقابة الاقتصاديين السوريين المعارضة، بالتعاون مع المجلس المحلي في حلب (شمال غرب)، ودعت حينها كل من يملك مبلغًا زائدًا عن 10 آلاف ليرة سورية إلى تحويله للعملة التركية. وتوقع المتخصص بالشؤون النقدية والأسواق المالية، نوار طالب، “استحالة استقرار سعر الليرة السورية في واقع التخبط وتراجع الأداء الاقتصادي وإحجام السوريين عن الإيداع، رغم وصول سعر الفائدة المصرفية لأكثر من 20%”. ولم يتوقع طالب، أن يكون لجلسة تدخل المصرف المركزي السوري أمس الثلاثاء، أي أثر في تعافي سعر صرف الليرة السورية، إذ من المتوقع أن تمتص السوقُ الدولارات المقرر ضخها من البنك المركزي، ثم يعود سعر الصرف للتراجع.