نظمت “الهيئة اللبنانية للبيئة والإنماء” و”بيبلوس إيكولوجيا” و”جمعية الخط الأخضر” ورشة عمل من أجل صياغة موقف موحد للمنظمات غير الحكومية من أزمة النفايات، تحت عنوان: “نحو رؤية مشتركة للمجتمع المدني لحل كارثة النفايات”.
درويش
بداية، توقع الناشط البيئي الدكتور علي درويش أن “تستمر أزمة النفايات لسبعة أو ثمانية أشهر”، وأكد على “ضرورة الخروج بتوصيات لترفع إلى الحكومة للخروج من هذه الأزمة”. ورأى أن “ثمة من أوصلونا قصدا إلى المكان الذي وصلنا إليه لأنه من الممكن أن لديهم نوايا مخبأة سيخرجونها من الصندوق”.
معلوف
وأشار الكاتب والصحافي حبيب معلوف الذي قدم ورقة ومقترحات إستراتيجية للنقاش، إلى أن “هناك نوعين من المستجدات، منها ما هو على الصعيد الحكومي ومنها ما هو على المستوى الاهلي”. وقال: “بالتأكيد تابعتم أمس في اللجنة الفنية لمناقصة النفايات حالة الارباك القائمة”.
وأوضح أن “الأكثرية هنا متشاركة في الموقف منذ قرار مجلس الوزراء (رقم 1) حول هذا الموضوع”. وقال: “كانت لدينا اعتراضات جوهرية حوله، وتبين لاحقا أن اعتباراتنا كانت في محلها”.
ولفت إلى أن عددا من المجموعات الناشطة في هذا المجال غير مؤيدة للمبادرة، وقال: “برأيهم أنه يجب ألا ننقذ النظام وإنما يجب أن ندعه ينهار بنفاياته وصفقاته ومشكلاته، لأنهم يعتبرون أن هذه المرة ثمة إمكانية لتغيير النظام. ونحن جميعا نعلم أن المشكلة بالنظام، لكن برأيهم أن هذه المرة هناك فرصة متاحة لإسقاطه، بمعنى ألا نقدم أية مبادرة لينهار ويأتي مكانه نظام جديد، لكن رأينا أن المطالبة باستقالة الوزير أو الحكومة لا معنى لها الآن، لأن البلد متهالك وليس ثمة بدائل، والبديل عن شبه الحكومة الموجودة حاليا هو الفوضى، والمجتمع المدني ليس جاهزا لأن يكون بديلا عن أي شيء، لديه الاندفاع وبعض الأفكار الجيدة… ولكنه لا يستطيع ان يشكل البديل”.
وأردف: “هذه المشكلة، بحسب خبرتنا التاريخية، تجاوزت كل السياسيين وكل الذين عقدوا الصفقات، ومن عقد صفقة قلنا قبل الآن أنه لن يعود في مقدوره تطبيقها، بمعنى أن من يحاول أن يستفيد من هذه الأزمة لتمرير صفقة جديدة سيكون الأمر صعبا عليه، ومع رمي النفايات عشوائيا، فقد الناس الثقة كليا بهذه الادارة، وهم يعلمون أن المؤقت يصبح دائما”.
وأكد معلوف “اننا يجب أن ندرك بأن مسؤوليتنا أكبر اليوم، لأن ترك الموضوع على ما هو عليه الآن يعني كارثة صحية كبيرة علينا وعلى الأجيال القادمة، لأن الطريقة التي تعتمد في معالجة الموضوع مخيفة”.
وقال: “مقترحاتنا ستتضمن ما هو طارئ وما هو استراتيجي في الوقت عينه، بمعنى فكرة استراتيجية تلحظ ما هو الحل على المدى البعيد لتتبناه الدولة، فضلا عن حل مؤقت للخروج من هذه الأزمة”.
قديح
وأشار الدكتور ناجي قديح إلى أن “الدعوة دليل على احساس عال بالمسؤولية الوطنية”، وقال: “لدي ملاحظة واحدة، وهي أن ثمة ضرورة لأن يبادر كل الناس، المجتمع المدني والصحافة للوقوف وعدم التلكوء عن تحميل المسؤولية المعنوية والسياسية والأخلاقية لمن هم في موقع المسؤولية”.
أضاف: “البلد لا يحتمل لا استقالة ولا اسقاط حكومة، فنحن في وضع استثنائي لم يسبق أن شهدنا مثيلا له في تاريخ لبنان”.
ولفت الى “الترابط بين الطارئ والاستراتيجي وأخذ الموضوع كسلة متكاملة”، داعيا الى “نظرة جديدة للتعامل مع الملف”.
بعدها، انطلقت ورشة العمل، وستصدر التوصيات يوم غد.