نزوح متواصل لرؤوس الاموال يعزز المخاوف من ان الاقتصادات الناشئة التي تعاني من تباطؤ النمو وسط ضعف عملاتها تخلت عن دورها كقاطرة للنمو العالمي لتصبح عوضا عن ذلك عبئا اضافيا على باقي الاسواق العالمية.
الاسواق الناشئة التي استطاعت جذب رؤوس اموال بنحو تريليوني دولار من عام 2009 وحتى يونيو من العام الماضي فقدت على مدى الـ 13 شهرا الماضية تريليون دولار مما يعد تحولا حادا في صناديق كان لها الفضل في تنشيط الاقتصاد الضعيف في السنوات الست التي اعقبت الازمة المالية.
الاموال تنضب والعملات تتدهور امام الدولار الامريكي والطلب على الواردات يتراجع ففي يونيو الماضي انهار حجم وارادات الاسواق الناشئة بنسبة 13.2% على اساس سنوي.
هذا الانهيار يعكس التأثير السلبي لانخفاض الطلب وهروب رؤوس الاموال والذين اديا الى تاكل الدخل في البلدان المنتجة للسلع الاساسية.
عملات الاسواق النائشة هي الاخرى تواجه حاليا اسوء عاصفة على الاطلاق.. الليرة التركية استسلمت تماما للتوتر السياسي في البلاد فيما يعاني الروبل الروسي منذ اكثر من عام من تراجع مستمر فيما امتدت يد الاثار السلبية لعملية خفض العملة في الصين لتطال عملات الدول المجاورة لها في ماليزيا وتايوان وكوريا الجنوبية وفي الوقت الذي ينظر فيه المستثمرون الى عملية خفض العملة هذه على انها قد ازالت مرساة نادرة للاستقرار في سوق العملات يلوح الفدرالي الامريكي برفع معدل الفائدة الامر الذي سيزيد من الضغط الهبوطي على عملات الاسواق الناشئة مما قد يدفع المستثمرين والمؤسسات والشركات المالية الى سحب المزيد من اموالهم الى خارجها .
وفيما ينظر الى الصين على انها ثاني اكبر اقتصاد في العالم تتراجع الاسهم الصينية لتقوض الثقة في قدرة بكين على تنشيط الاقتصاد على الاقل في الامد القريب مما يضع علامة استفهام كبرى حول مدى قدرة الدول المتقدمة والتي تشهد انتعاشا اقتصاديا فاترا على مواجهة الضعف الاقتصادي في الدول الناشئة.