اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن رئيس الحكومة تمام سلام رجل صبور ومحاور من الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن المسألة لا تتعلق بالرئيس سلام وحده، بل إن المطلوب حصول تجاوب من بقية الأطراف.
وقال مكاري لصحيفة ”السياسة” الكويتية، إن “رئيس الحكومة يعتمد مبدأ التحاور والتوافق للوصول إلى الحلول في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، لكن في النهاية إذا طبق الدستور بالمعنى الصحيح، فإن لدى الرئيس سلام الإمكانية لجمع مجلس الوزراء واتخاذ القرارات، وأعتقد أن الرجل يتحاشى هذا الموضوع بسبب قناعته أن هذه الفترة تحتاج إلى توافق من جميع الأطراف”، مشيراً إلى أن صبر رئيس الحكمة له حدود و”هناك مصلحة البلد وسيأخذ القرار ويجمع مجلس الوزراء للحصول على موافقة الأكثرية في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة البلد”.
وشدد مكاري على أن “الحكم لا يسير بالتوافق، إنما بتطبيق الدستور، لكن يبدو أن هناك البعض في لبنان لا يرى إلا مصلحته الشخصية وليس مصلحة البلد، وهناك أيضاً أطراف مثل(حزب الله) تؤيد النائب ميشال عون لحسابات سياسية ولو كانت مرحلية، لذلك فإنني مع مبدأ أن يكون القرار للأكثرية”، معتبراً أنه هو وغيره مع مصلحة المسيحيين، “لكن يبدو أن هناك من يرى مصلحة المسيحيين بعين مختلفة”.
وقال “أرى مصلحة المسيحيين من خلال الحفاظ على مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية والتشريع في مجلس النواب وأن تكون الحكومة فاعلة وقادرة على اتخاذ قرارات، لكن للأسف فإن النائب عون يرى مصلحة المسيحيين من زاوية مصالحه الشخصية، أي أنه يشخصن مصالح المسيحيين”.
ورغم أن مكاري لا يرى بوادر حوار سعودي إيراني، إلا أنه لم يستبعد حصول مثل هذا الأمر، “لأن كل شيء ممكن في السياسة، وقال “أتفق مع (حزب الله) بأن مفتاح الحل حصول توافق بين الرياض وطهران كونه يشكل عاملاً مساعداً كبيراً في انتخاب الرئيس العتيد، مع أنني أؤكد على ضرورة أن يكون قرار انتخاب رئيس الجمهورية لبنانياً صرفاً”، كاشفاً أن منسوب التفاؤل بإمكانية عقد جلسات تشريع الضرورة بدأ يرتفع، مشيراً إلى أن التمني الذي أبداه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير على الأطراف المسيحية بتغيير رأيها من هذا الموضوع سيجد صداه عند “التيار الوطني الحر”، لأن تمنيات نصر الله تصبح أوامر عند الفريق الأول.
وجدد نائب رئيس مجلس النواب الإشادة بالإنجاز الذي حققه الأمن العام بإلقاء القبض على الشيخ أحمد الأسير “وهذا ما يشكر عليه اللواء عباس ابراهيم”، لكن “في الوقت نفسه، فإنني أتمنى أن يلقى القبض على جميع المطلوبين للعدالة، لكن أحياناً تفرض الظروف والإمكانيات نفسها، إنما ذلك لا يعني أن هناك مطلوبين تجري حمايتهم ومعروف من يقوم بحمايتهم، فأنا أستغرب هنا أن يقول السيد نصر الله”، إن كل الطوائف في لبنان متساوية وليس هناك طائفة تتحكم بالأخرى ويتحدث أيضاً عن موضوع الشراكة والمشاركة وهو في المقابل لا يطبق إلا مبدأ الشراهة وليس الشراكة.
وتساءل مكاري “كيف يمكن أن يقنعني أن كل الطوائف مثل بعضها، فيما هو يحمي المعتدين على القانون، كالاعتداء الذي حصل على المطران في البقاع الشمالي أو بالنسبة للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فكيف يتحدث عن الشراكة ويستفرد بقرار الحرب والسلم ويقرر الدخول في حرب إقليمية، من دون استشارة اللبنانيين وشركائه في الوطن، في رأيي، أن الشراكة التي يتحدث عنها نصر الله ورقية وليست فعلية، فعندما يطبق نصر الله هذه المبادئ تصبح الشراكة صحيحة”.