Site icon IMLebanon

مستقلّو “14 آذار” يرسمون خطّة “انتفاضة السلام”

Independents-marsh-14

 

كتبت فاطمة حوحو في صحيفة “المستقبل”:

لا تزال الورقة السياسية التي يعدها المجلس الوطني لمستقلي “14 آذار” قيد الانجاز، لكي تأتي متكاملة ومعبرة وقادرة على اغناء المناخ السياسي بأفكار جديدة وان تحت عنوان “السلام” والعمل من أجل جعله محركا للبنانيين على الانتفاضة الضرورية لحمايتهم وحماية وطنهم من عواصف المحيط ومخططات الآخرين.

وفي وقت قريب جدا ستكون هذه الورقة محور المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس المجلس سمير فرنجية، حيث سيتم عرضها بعد انتهاء التشاور والنقاش حولها، وهي تشكل مشروع المجلس السياسي لسلام لبنان واعتداله، على امل ان تحظى باهتمام الشباب والجيل الجديد عله يأخذ عبر ماضي التجارب اللبنانية ويطوي صفحة الحرب والخلاف وينطلق نحو بناء المستقبل في الدولة الواحدة الموحدة.

داخل اروقة الامانة العامة لـ”14 آذار” تجري حوارات أيضًا بشأن ضرورة تبني مشروع اقتصادي ـ اجتماعي الى جانب المشروع السياسي يحاكي الطبقة الوسطى والشباب، الا أنّ الاولوية كما يبدو حتى الان، هي لانجاز ورقة تحدد هوية المجلس السياسية. وهناك اجماع على كون المجلس ليس حزبا ولن يكون، بل هو مجلس عابر للطوائف يهدف الى طرح افكار جديدة على اللبنانيين في وقت وصلت فيه الهيمنة الحزبية الطائفية على الدولة الى درجة أدت الى شلل المؤسسات وتعطيل الدستور.

وبعيداً من الاعلام تستمر اللجان الـ16 بعقد اجتماعاتها وانجاز برامج عملها وتحديد مهماتها بمشاركة واسعة من أعضاء المجلس الموزعين على هذه اللجان ووسط انفتاح على النقاش حتى بالتفاصيل الصغيرة، وتمّ تعيين منسقين لهذه اللجان تتابع الاتصالات وتعمل على اعداد التقارير اللازمة، ويبدو من خلالها ان الهيئة الادارية المفترض انتخابها لاحقاً بدأت بالتشكل مما يوحي بأن لا مفاجأة ستحصل في العملية الانتخابية وان كان الناشطون مصرون على ان تأخذ العملية الديموقراطية مجراها، الا ان الصورة بدأت ترتسم ولن تحمل الانتخابات المقرر حصولها مفاجآت تذكر.

تتضح رؤية المجلس الوطني لانتفاضة السلام من خلال طرح فرنجية الذي يرى “ان الأمر يتطلب دعم الاعتدال في لبنان والمنطقة والتجمع حول بناء حقوق اساسية توحد بين جميع المواطنين اللبنانيين”، مشيراً الى ان لبنان واللبنانيين فوّتوا في السابق فرصة اتفاق الطائف 1989 والانسحاب الاسرائيلي عام 2000 والانسحاب السوري عام 2005 وفرحة طي صفحة الخلاف اللبناني ـ اللبناني عام 2009 وفرصة الانتفاضة في سوريا عام 2011 وهذا يعني انه لا بد من بدء البحث عن فرص جديدة لتوحيد رؤية اللبنانيين بشأن مواضيع رئيسية.

وان كان عنوان انتفاضة السلام اساسي فإنّ ورقة المجلس الوطني لا تتجاهل أهمية “اقامة مشرق” العيش المشترك” ومتوسط العيش معاً “والسعي نحو نهضة عربية حديثة يكون للبنان دور اساسي فيها”. ويجد فرنجية ان “فرصة بناء مستقبل أفضل للبنان مرتبطة بتحقيق انتفاضة السلام والالتفاف حول الدستور الذي يحلم السوري والعراقي بدستور مثله اليوم”، ومن هنا يعتبر ان “المجلس الوطني هو مرجعية انتفاضة السلام وترتكز على الدستور ولتحقيقها لا بد من تجاوز العراقيل والسلبيات والخصوصات مع من لا يريدون الانتماء للدولة أو الموافقة على طروحاتنا، ونحن سنعمل على تحقيقها وانجازها وتعميمها من دون الحاجة الى الخارج، ونترك للآخرين المجال في ان يفكروا ويعودوا معنا الى لبنان، نحن لن ننتظر أحدا بعد اليوم، سنعمل وليأتوا حين يأتون او يبقوا حيث هم في سوريا أو غيرها لكن نحن لن نترك لبنان”، موضحاً “نحن خط اعتدال وكتلة اعتدال وعندما نعلن عن انتفاضة سلام فإنّ الفريق الآخر سيذوب فينا تدريجياً”.

في الجانب الحقوقي، يسعى المجلس لاقامة مرصد يهدف الى تحديد وتوحيد الحقوق بين جميع المواطنين اللبنانيين وتعزيز ثقافة الحقوق التي تجمع بينهم، لا تبدو مهمة المجلس الوطني سهلة حتى داخل قوى “14 آذار”، إذ يحاول القول للبنانيين انه تجمع لا طائفي ولا حزبي الأول من نوعه في لبنان، الا ان السؤال هل تستطيع احزاب 14 آذار ان تنحو هذا المنحى في ظل مشاركتها في السلطة وهل ينجح اتفاق الطائف في ان يشكل دولة مدنية محررة من الاكراهات الطائفية وان يكون نموذجا لبناء السلام كونه يجمع فكرة المواطنة والتعددية الطائفية والاثنية، كل هذه الافكار ستكون قيد البحث والدراسة والنقاش وهي في طور الاعداد لها مع غيرها من القضايا من قبل لجان المجلس المختصة.

وفي مجال آخر، تتواصل الجهود لاطلاق هيئات المناطق: هيئة الجبل – هيئة الشمال – هيئة البقاع وزحلة، وسيتم دعوة كل ناشطي “14 آذار” وحتى من هم ضد “14 اذار” حتى ينشطوا في هيئات المناطق ليطرحوا أفكارهم بشأن آلية الخروج من الازمات ومواجهة التحديات وبناء مشروع السلام والاعتدال بين الشباب اللبناني كي يبقى لبنان نموذجا لوأد الفتن وللعيش المشترك والتنوع. وبموازاة ذلك، يتم التحضير لعقد ندوات ومؤتمرات للتواصل مع الاهالي والتفاعل معهم وحمل المشروع الجديد في وقت وصل فيه البلد الى حافة الانهيار ووصل مشهد الهيمنة الطائفية على الدولة درجة اوصلت اللبنانيين الى انعدام الثقة بالمستقبل وفقدان الامل.

العمل جار ايضا في مشروع لتنقية الذاكرة اللبنانية، ووضع خطة عمل لملف اللاجئين السوريين في لبنان ومستقبل العلاقات اللبنانية ـ السورية ويجري الاعداد لاطلاق منصة اعلامية الكترونية ستكون منبرا يحمل المضمون السياسي والهوية والرؤية للمجلس وستضم مدونات لكل من يرغب في الكتابة فيها من الشباب اللبناني في لبنان ودول الانتشار باللغات الثلاث. وتحضر لجنة الانتشار لمؤتمر كبير سيتم دعوة المهاجرين اللبنانيين في الخليج العربي اليه وسيعقد في دبي وهدفه اطلاق المجلس مع المنتشرين في الخارج واشراكهم بالعمل وبالدعم الفكري والسياسي والعملي.

اما لجنة الشباب فتستعد مع بدء مع العام الجامعي وبالتنسيق مع الاحزاب في الجامعات لمشروع من اجل تصحيح صورة “14 آذار” لدى الشباب اللبناني وشرح فكرة المجلس بمفهوم السلام والاعتدال امام شباب الجامعات.

مجلس مستقلي “14 آذار” في حالة انعقاد دائم والعصف الذهني لا يتوقف لاستنباط افكار جديدة ، وهو يتابع تحضيراته منذ اطلاقه في البيال لانتخاب هيئة المكتب السياسي ومنسقي اللجان وسط إصرار أعضائه على النجاح في التحدي الكبير الذي رسموا طريقه بأنفسهم.