Site icon IMLebanon

الاستطلاع المسيحي المجمّد وغياب الهمروجة العونية

michel-aoun-1

غابت الهمروجة العونية بشأن الشخصية المسيحية الأقوى في الشارع المسيحي، وتراجع الحديث عن الاستقصاء الذي تم الترويج له على أنه الوصفة السحرية التي ستؤدي الى حسم خيارات المسيحيين، ومن خلفهم المجلس النيابي، في انتخاب رئيس للجمهورية.

شركة “ستاتيستيكس ليبانون” التي تم تكليفها من قبل التيار العوني إجراء الاستقصاء، أعدّت العدّة وأنجزت التحضيرات اللازمة، إلا أنها لم تباشر الاستقصاء، الى الآن.

مدير الشركة ربيع الهبر تحدث الى صحيفة “المستقبل” عن الملابسات التي رافقت الإعلان عن الاستقصاء، وأين أصبح فقال: “بدأت المفاوضات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على ورقة إعلان نيات من ضمنها الانتخابات الرئاسية، وكان من ضمن البنود المطروحة للتفاوض، إجراء استقصاء شعبي لدى المسيحيين حول الشخصية المسيحية الأقوى، ترددت “القوات” بداية، وعقب اجتماع ضم الدكتور سمير جعجع ورئيس جهاز التواصل والإعلام في “القوات” ملحم رياشي، والنائبين آلان عون وابراهيم كنعان عن التيار العوني، تم الاتصال بمركزنا، وطلبوا الينا تحضير دراسة بشأن الاستقصاء، ومن بين الاقتراحات كان وضع صناديق للتصويت في ساحات الكنائس، فكان الجواب أن هذه العملية لا تخضع لأي معايير علمية، وتم الاتفاق على أن تتولى شركة “ستاتيستيكس ليبانون” التحضير لوضع دراسة علمية تراعي المطلوب من الاستقصاء”.

الهبر أضاف: “قبل المباشرة بأي دراسة قررت القيام بجولة على القيادات المسيحية، فالتقيت الرئيس الأسبق أمين الجميل، الذي رفض فكرة إجراء استقصاء جملة وتفصيلاً، ثم التقيت النائب سليمان فرنجيه، وهو الآخر رفض الفكرة، واصفاً اياها بمضيعة للوقت.

الجنرال عون رحب بالخطة التي أعددناها، على اعتبار أن العينة ستتضمن 4600 مستجوب من جميع المناطق اللبنانية، من جميع المذاهب المسيحية، من منجز في عكار شمالاً، وصولاً الى علما الشعب جنوباً، أما الدكتور جعجع، فوافق على إجراء الاستقصاء على أن يتحمل التيار العوني جميع المترتبات والموجبات اللازمة لإجرائه”.

وقال الهبر: “على الأثر تم تشكيل فريق عمل من 26 شخصاً دأبوا على التحضير للاستقصاء لأكثر من شهرين ونصف الشهر، وتم وضع 840 خارطة للتجمعات السكانية المسيحية، والتي تقدر بـ420 تجمعاً، وبعد إنجاز الخطة، تم إطلاع الدكتور جعجع على مندرجاتها فوافق على خطوطها العريضة، كذلك العماد عون”.

وأردف: “بعد إنجاز التحضيرات كاملة، وتحديد ساعة الصفر للشروع في الاستقصاء، بدأت بالتزامن حملات تعبئة تحمل شعارات “استعادة حقوق المسيحيين”، و “التعيينات الأمنية”، ما أوجد مناخاً تصعيدياً، وبأقل المعايير العلمية لا يمكننا إجراء استقصاء ولا إرسال مندوبين الى المنازل في ظل أجواء تعبوية وشحن، لذلك لم يتم إنجاز أي شيء حتى الآن، في انتظار عودة الهدوء الى الشارع”.

وعن علاقة رئاسة الجمهورية بالاستقصاء، أجاب الهبر: “إن ما حصل في لبنان، في العام 2008 نعيشه اليوم بطريقة مختلفة، حيث أنه في العام 2008، كان اتفاق الدوحة الذي أسفر عن انتخاب رئيس للجمهورية، بحضور نظام سوري، وما له من تأثير على الساحة السياسية اللبنانية، ونظام إقليمي متماسك نسبياً، أما حالياً، فنحن نشهد تفكك النظام الإقليمي المنشغل بهمومه المحلية، وتراجع تأثير النظام السوري على الساحة السياسية اللبنانية، لذلك، نحن نشهد توتراً غير مضمون العواقب، وهو لن ينتج عنه انتخاب رئيس للجمهورية، وتالياً فإن الاستقصاء المزمع إجراؤه، قد يعطي صورة عن اتجاه الرأي العام المسيحي، إلا أنه لا يستطيع إلزام المعنيين بانتخاب رئيس للجمهورية، بالتوجه الى المجلس النيابي، لأن هذا الأمر على ما يبدو أصبح قراراً إقليمياً ودولياً، وخرج عن أيدي اللبنانيين، علماً أن الاستقصاء في حال الشروع في تنفيذه يتطلب فترة شهرين على الأقل لإجراء المسح المطلوب، وأسبوع على الأقل لإصدار النتائج”.