Site icon IMLebanon

شابة فيتنامية تطلق مشروعات تكنولوجية تجعلها ملكة البيزنس في بلادها

ThuyTruong-Vietnam-Entrepreneur
تقول سيدة الأعمال الفيتنامية الشابة ثوي ترونغ: “حينما أعمل في شيء، أكون شغوفة به واستمتع به بالفعل. واعتبر عدم العمل عقوبة بالفعل.”
تتحدث ترونغ وهي تجلس في مقهى بوسط مدينة “هو تشي منه” بوسط فيتنام تفكر في تحقيق التوازن بين الحياة والعمل.
تقول ترونغ، البالغة من العمر 29 عاما: “أنام فقط أربع إلى خمس ساعات يوميا. لا يوجد لدي وقت حتى للتكيف مع اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. إنني لا أؤمن بالتوازن بين العمل والحياة.”
ربما تفسر وجهة النظر هذه سبب تأسيس السيدة ترونغ ثلاث شركات في مجالات مختلفة من بينها ما تعتبره أول شركة فيتنامية يشتريها وادي السيليكون، وقبل أن تكمل عامها الثلاثين.

البداية مع الزبادي المجمد

ولدت ترونغ في فيتنام، لكنها تلقت تعليمها في الولايات المتحدة التي انتقلت إليها عائلتها عام 2003.
وقالت سيدة الأعمال الشابة: “مثل العديد من الآباء الآخرين في فيتنام، يعتقد والداي أن أمريكا توفر تعليما أفضل، وأرادا أن أدرس في الولايات المتحدة.”
أراد الوالدان أن تقيم ترونغ في الولايات المتحدة بعد تخرجها من جامعة ساوث كاليفورنيا، لكنها خالفت رغبتهما وعادت إلى فيتنام.
عادت ترونغ إلى مسقط رأسها في منطقة “باين هوا”، التي تبعد نحو الساعة من مدينة “هو تشي منه” حيث أسست في عام 2008 شركة لإنتاج الزبادي المجمد مع بعض أصدقائها.
وأضافت:”جمعنا مئات الآلاف من الدولارات ونجحنا جدا في التسويق وفي بناء علامة تجارية جيدة، لكن في هذا الوقت، لم نكن نعلم كيف نؤسس نشاطا تجاريا مستداما. ولذلك في نهاية المطاف، أغلقناها بعد ثلاث سنوات.”
وتابعت: “من الناحية الإحصائية، تفشل 99 في المئة من الشركات الصغيرة، ولذا فإنه يكون لديك فرصة 1 في المئة للنجاح. حينما تكون صغيرا وتريد أن تؤسس مشروعا تجاريا صغيرا، فإن من الجدير أن تبدأ نشاطا تكون شغوفا به. (لكن) لا يوجد ضمانة بأنه سينجح. لكن حتى إذا فشلت، فإنه لا يزال هناك درس كبير تتعلمه من خلال العمل في شيء تحبه.”

مشروع التكنولوجيا

وفي الوقت الذي كان يتطور فيه مشروع الزبادي المجمد، كانت تعمل السيدة ترونغ على تأسيس أول مشروع لها في مجال التكنولوجيا.
وبرفقة زميلة سابقة في الدراسة في جامعة ساوث كاليفورنيا، أطلقت ترونغ مشروعها الصغير في التكنولوجيا الذي يحمل اسم “غرين غار”.
اشتهرت الشركة بتطبيق يسمى “وايت بورد”، وهو تطبيق جماعي للرسم. ومثلما حدث مع مشروع الزبادي المجمد، نما هذا المشروع التقني سريعا.
وقالت ترونغ: “جرى تحميل تطبيق وايت بورد أكثر من تسعة ملايين مرة في الساعات الأربع الأولى، واستخدمه التلاميذ في المدارس في أكثر من 100 دولة. جمعنا أكثر من مليون دولار أمريكي، وكان المشروع ناجحا، لكننا لم ننجح في توسيعه.”

النجاح الأكبر في المرة الثالثة

ثالث مشروع أطلقته ترونغ كان تطبيق للرسائل الاجتماعية يسمى “تابي” وهو المشروع الذي حقق أكبر نجاح لها.
وتقول ترونغ: “يتزايد عدد مستخدمي الهواتف الذكية في فيتنام بأكثر من 10 في المئة سنويا خلال السنوات الخمس الماضية.”
وتضيف: “حينما تشارك في مناسبة أو تذهب إلى مكان عمل، يمكنك أن تستخدم (تطبيق) تابي (على هاتفك) للعثور على الأشخاص من حولك والتفاعل معك. وبشكل أساسي، يحول هذا التطبيق المكان إلى مجتمع افتراضي للسماح للأشخاص بالتحدث بشكل جماعي عام أو فردي خاص.”
بعد مرور عشرة أشهر على إطلاقه، استحوزت شركة “ويبي” المتخصصة في تكنولوجيا ألعاب الهواتف المحمولة ومقرها في وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على تطبيق “تابي” “مقابل مبلغ من سبعة أرقام لم تحدد قيمته بالضبط.”
وتعمل ترونغ حاليا كمديرة لشركة ويبي في تطوير الأعمال في آسيا.

المشاريع في فيتنام

إطلاق مشروع يمثل دائما تحديا. لكن ترونغ تعتقد بأن هذا التحدي حقيقة أوضح في بلدان مثل فيتنام.
وأضافت: “بالرغم من أن فيتنام ينظر إليها على أنها واحدة من البلدان التي تحظى بأكبر فرص في المنطقة للمشاريع الصغيرة، فإن البنية الأساسية التكنولوجية والقانونية لا تزال تمثل أكبر العقبات.”
وأردفت: “خدمة الاتصال اللاسلكي (واي فاي) في كل مكان، لكن سرعة الانترنت لا تزال بطيئة، وإذا وجدت مستثمرا يريد أن يستثمر أمواله في شركتي، فإن الأمر يستغرق في العادة نحو ستة أشهر لإنجاز الإجراءات الرسمية.”
واعتبرت أن “هذه العوامل تعيق بالفعل نمو اقتصاد البلد بشكل عام وقطاع التكنولوجيا بشكل خاص.”
ونظرا لأنها أصبحت الآن تقيم في “ماونتن فيو” بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، فإن ترونغ تقسم وقتها بالتساوي بين الولايات المتحدة وآسيا.
وقالت: “في أغلب الأحيان حينما أصل إلى سنغافورة أو فيتنام، يكون لدي حوالي سبعة إلى عشرة اجتماعات تغطي اليوم من الغسق حتى الفجر.”
وتضيف: “يعيش والداي حاليا في لوس انجليس وكل مرة أعود فيها إلى فيتنام لمتابعة الأعمال أحاول أن أزور عمي وابن عمي الذي لا يزال يعيش هنا في مسقط رأس باين هوا.”
واختتمت بالقول: “كل من أجدادي ووالدي كانوا رجال أعمال حينما كانوا صغار في السن، وهم يدعمون عملي الجاد لأنهم يرون أنه يجب أن تعمل بجد حينما تكون شابا صغيرا.”