IMLebanon

البورصة الصينية تزعزع سوق النفط

China-Stock
عزة الحاج حسن
كُثرٌ من المحللين الدوليين توقعوا عودة أسعار النفط الى الإنخفاض هذا العام، رابطين تحليلاتهم بعودة النفط الإيراني الى السوق الدولية بعد رفع العقوبات الغربية على طهران، لكن قلة هم من أخذوا وضع الإقتصاد الصيني في الإعتبار، كمؤثر على سوق النفط بنشاطه وأسعاره.
هبوط أسهم البورصة الصينية ليوم واحد كان كفيلاً بإعادة سعر النفط الى أدنى مستوياته في ست سنوات، أي منذ أوائل العام 2009، وهو ما لم تفعله المضاربات الدولية على النفط، وارتفاع حجم المعروض مطلع العام 2015.
تراجع الأسهم في البورصة الصينية بنسبة 6 في المئة- الصين أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم- أجّج المخاوف في السوق العالمية بشأن الطلب على النفط الخام، في وقت تشهد السوق تخمة كبيرة من المعروض. وقد انعكست المخاوف على سعر الخام الأميركي انخفاضاً الى مستوى 41 دولاراً للبرميل، وعلى سعر خام القياس الأوروبي برنت انخفاضاً الى محيط 48 دولاراً للبرميل، لكنه ما زال إلى حد ما بعيداً عن أدنى مستوى له في العام الحالي، والذي بلغ نحو 45 دولاراً للبرميل.

متاعب الإقتصاد الصيني وانخفاض اليوان أمام الدولار عزّزا القلق من أن بكين ربما تكون لديها النية لخفض قيمة عملتها بشكل أكبر، على الرغم من تصريحات البنك المركزي الصيني بأنه لا يرى سبباً لخفض قيمة العملة أكثر من ذلك. هذا الواقع دفع بالخامين القياسيين العالميين (الخام الأميركي ومزيج برنت) الى التراجع لأقل من نصف قيمتهما على مدار العام المنصرم، وسجل الخامان ارتفاعاً في وقت سابق من العام الجاري ولكنهما ما زالا أدنى بنحو الثلث عن أعلى مستوى لهما في آيار الماضي، وسط مراهنة المضاربين الدوليين على مزيد من الهبوط.
ولم يغب البنك الدولي عن الأثر الكبير الذي يتركه مسار الإقتصاد الصيني على سوق الطاقة عموماً، والنفط خصوصاً، إذ تناوله في تقرير له أخيراً، وتوقع أن تلعب بكين دوراً مهماً في تحريك الطلب العالمي على النفط نظراً الى جهودها لإعادة توازن النمو.
وتوقع خبراء دوليون أن يقود التباطؤ الإقتصادي في الصين إلى انخفاض أسعار النفط إلى مستويات دنيا، قد تصل إلى 20 دولاراً للبرميل، وهو احتمال لم يعد مستبعداً، لاسيما أن الطلب العالمي على النفط لامس حافة الإنهيار، في مقابل ارتفاع كمية الخامات النفطية المعروضة بشكل جنوني وصفه المحللون بـ”شبه انفجار”.
وبحسب مؤشرات سوق لندن، فإن سعر النفط فقدَ نحو 4 في المئة من قيمته، تأثراً بتراجع مؤشرات صينية، قبل أن يعاود التعافي اليوم من أدنى مستوياته في ست سنوات، مرتفعاً نحو اثنين في المئة بعد بيانات اقتصادية أميركية قوية ومراهنات على تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة، إذ ارتفع الخام الأميركي بنحو 75 سنتاً بما يعادل 1.8 في المئة لتتحدد التسوية عند 42.62 دولاراً للبرميل، كما ارتفع خام برنت نحو 7 سنتات ليسجل 48.81 دولاراً عند التسوية بعد تراجعه على مدى ثلاثة أيام.