IMLebanon

عباس زهري: “لم أعتذر من ستريدا وهذا ما أقوله للسيّد نصرلله”!

abbas-zahri

 

كتبت إيلده الغصين في “النهار”: بمليون متابع في موقع “تويتر” و20 ألف في “فايسبوك” استطاع أن يخلق هويّة خاصة به وموقعاً ساخراً يخشاه أصحاب القرار. وصل قبل أيام إلى بيروت قادماً من الإمارات العربية المتحدّة فسارع إلى لقاء رفاق النضال أمام السرايا الحكومية يوم الأربعاء. على هامش تظاهرة “طلعت ريحتكم” التقيناه وكان مبلّلاً وهاتفه معطّلاً بسبب المياه التي رُشق بها المتظاهرون، لكنّ البسمة لم تفارق وجهه. إنّه عباس زهري المغرّد اللبناني الأشهر في “تويتر” الذي أثار بلبلات مثلما قام بحملات هادِفة. عن خبر صرفه من الإمارات وإقفال حسابيه الشهيرين في “تويتر” من المدعو جيري ماهر، عن علاقته بالنائب وليد جنبلاط وسياسيين آخرين وتصريحه الشهير عن النائب ستريدا جعجع، عن حساب “السلطة الخامسة” وشخصيته المشاكسة وأخطائه ومشاريعه القادمة حاورته “النهار”.

 

من ألفي إلى مليون متابع

يتذكّر عباس أيامه الأولى مع “السوشيل ميديا” قبل أن يحظى بهذا العدد من المتابعين، فيقول: “في بدايتنا قبل 15 عاماً كنا نعتبرها مواقعاً للتعارف لكنّ الوضع اختلف مع “تويتر” حيث كان اللبنانييون قلائل لكن دخول الرئيس سعد الحريري إلى هذا الموقع رفع من نسبة الناشطين. كنا نغرّد عن “السنافر” وعن الوضع المعيشي بعيداً من السياسة، فكان لوزير الطاقة حينها جبران باسيل نصيب من هذه التعليقات. شكّلنا مجموعة من 13 شخصاً وصرنا نطلق هاشتاغ يومياً ثمّ أنشأنا حساب “السلطة الخامسة” لحماية أنفسنا قانونياً، ولا نزال حتى اليوم نطلق وسماً عند التاسعة من كل مساء”. ويتابع “مع ظهور “داعش” أخذنا مهمة تعريف الناشطين الإلكترونيين العرب بحقيقة هذا التنظيم وعدم تمثيله الدين الإسلامي الحق، وقد استعانت الرائد سوزان الحاج بتغريداتنا خلال مؤتمر لمكافحة الإرهاب في دبي ما أوجد ردوداً إيجابيّة لناحية التفاعل الكبير مع حملاتنا”.

يتذكر الكثير من المنعطفات التي أدّت إلى رفع نسبة متابعيه خصوصاً مشاركته وحساب “السلطة الخامسة” في حملات #السلامة_المرورية مع رئيس قسم الاعلام والعلاقات العامة في هيئة ادارة السير النقيب ميشال مطران. من 2500 إلى أكثر من نحو 600 ألف متابع ارتفع عدد متابعيه، من غير أن ينفي لجوءه إلى شراء عدد من المتابعين الافتراضيين لحماية حسابه من الإقفال فوصل حسابه إلى نحو مليون متابع قبل إقفاله.

 

لماذا أُقفل الحساب الثاني؟

عن لعبة الكرّ والفرّ بينه وبين المدعو جيري ماهر صاحب راديو “صوت بيروت” الإلكتروني، الذي هدّده بإقفال حسابه الأول ثم الثاني ونفّذ، يشرح عباس: “ما كنت لأردّ عليه بسبب تغريدته المسيئة عن رمي النفايات في روضة الشهيدين، كي لا أساهم في شهرته، غير أن الجميع طالبني بالرد، إضافة إلى كون شقيقي سقط شهيداً ضد العدو الاسرائيلي ويرقد هناك. بدايةً، قمنا بالتبليغ عن التغريدة لإزالتها، لكنه عاد فرفع من حدّة تغريداته المسيئة. كان خطأي أنني نشرت معلومات شخصية عنه وصلتني عبر رسائل خاصة بما يخالف قوانين تويتر”. هذا في شأن الحساب الأول الذي يحمل اسم “عباس”، فماذا عن حسابه الثاني “عباس زهري”؟ يضيف: “لئن ماهر يعيش في السويد بلد يحترم المواطن- فقد نجح بتقديم بلاغ ضدي وبإقفال حسابي الأول لأن ما نشرته يعرّضه للخطر. لكنّ إقفال حسابي الآخر هو ما أنتظر توضيحه من إدارة تويتر في غضون 48 ساعة”.

 

ألم تكن لماهر تغريدات مسيئة بما يخالف قوانين “تويتر”؟ يجيب عباس: “بلى، عدا عن تغريدته المسيئة للشهداء والتي لم يمحُها، فقد كانت له تغريدة ذمّ بحقّ وزير الداخلية نهاد المشنوق إذ اعتبره عميلاً لـ حزب الله وأخرى مسيئة لبنات الأمن العام اللبناني فأعتقد أنهنّ سيتصرّفن لدى قدومه إلى المطار. أظنّ أن مشكلته أصبحت معهم وليس معي”. ويضيف “المفروض، إذاً، أن يحاسب ماهر على إساءاته وتحريضه الطائفي مثلما حوسبت، إلاّ ّإذا كانوا راضين ولا أظنّ ذلك”، واضعاً كلّ ذلك بيد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم ورئيسة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية الرائد سوزان الحاج.

 

هذا ما قلته عن ستريدا

سجّل الجمهور القواتيّ -بشكل خاص- امتعاضاً شديداً من ظهور سابق لعباس مع الإعلامي طوني خليفة حيث كانت له جملة مستفزة في حقّ النائب ستريداة جعجع، فكيف يبرّر ذلك ولمَ لم يعتذر؟ يقول: “طوني لم يدعني أنهي جملتي التي كنت في صدد قولها بأن لا ستريدا ستشارك في عاشوراء ولا النائب علي عمار سيحمل الصليب في مسيرة الجمعة العظيمة، بمعنى أن الاختلاف في وجهات النظر السياسية وحتى الدينية موجود، أو فليثبتوا وفاقهم”. كان ذلك على خلفية نشر محطة OTV لشريط فيديو مجتزأ عن رد فعل جعجع لحظة عمليّة القنيطرة، يتحدّث عباس شارحاً التفاصيل “نحن كمتلقين نشرنا الشريط الخاطئ ثم صوّبنا لدى نشر الفيديو الصحيح، وهذه غلطة الإعلام وليست غلطتنا حتى نعتذر. فأنا وضّحت كلّ شيء عبر حسابي ولست أنا من أطلق الهاشتاغ المعترض يومها ولو كنت شاركت فيه”.

 

وللسيد نصرلله أقول

قد يكون عباس ممن شاركوا في الحرب لكنه يعرف تماماً أنها “كانت عبثية والحمدلله انني لم أمت لأجل هؤلاء الزعماء”. لم يسلم عباس من الوجود السوري أيضاً “بدليل أنني تعرّضت للضرب المبرح من السوري في إثر مجزرة فتح الله نهاية الثمانينات ومرة لدى دخولي إلى سوريا بعد عبوري نقطة المصنع”.

 

أما لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرلله فيوجّه رسالة واضحة “لدينا مطالب شعبية ومعيشية – بعيداً من شؤون الحرب- ثمة ناس تنام من دون طعام وليست قادرة على تعليم أولادها”. كذلك فإنه يتواصل مع العديد من السياسيين عبر “تويتر” و”يقومون بالردّ على أسئلتي أبرزهم النائب وليد جنبلاط ورئيس حركة الاستقلال ميشالمعوّض رغم أني أختلف معه في كرة القدم”.

 

سيتمنّون لو لم أعُد

“كنت في انتظار العودة إلى لبنان بعد 20 عاماً من الغربة، أكن كل التقدير للإمارات التي احتضنتني حين وصلت إليها وفي جيبي 20 دولاراً فقط” يقول. حصلت على عروض كثيرة ضمن مجالي في إدارة المطاعم وستتبلور الأمور قريباً. فإذا كان لأحد مصلحة في عودتي إلى لبنان فعلى العكس هذه مشاركتي اليوم (الأربعاء) في التظاهرة وسيتمنّون لو بقيت أغرّد من الخارج، ونحن بصدد التحضير لمفاجآت للتحرك على الأرض”.

 

يستمرّ حساب “السلطة الخامسة” الذي يستعمله عباس حالياً بدل حسابيه الخاصين بتعداد الأيام التي مرّت على أسر الجنود اللبنانيين وأيام الشغور الرئاسي، فما النتيجة؟ يجيب عباس “إن ذلك يؤدي إلى التغيير طبعاً إذ إن إحدى الصحف الأميركيّة استعملت هذا الأسلوب واستطاعت الضغط على الرئيس جيمي كارتر يوم احتجاز الرهائن الأميركيين في السفارة الأميركية (في طهران إبان الثورة الإيرانية) وقد دوّن كارتر ذلك في مذكراته، فما نقوم به يشكّل ضغطاً وتذكيراً وطبعاً سيكون لنا تحرّك قريب مع أهالي العسكريين”. أما تعداد أيام الشغور في سدّة رئاسة الجمهوريّة فلعباس أن يحلم بنهاية هذا الفصل من الفراغ على طريقته “أتمنى أن يكون الوزير السابق عدنان القصار رئيساً ولو لم يطرح اسمه، وأحلم أيضاً أن يقوم ضابط شريف بالدخول إلى قصر بعبدا واعتقال كافة السياسيين والتخفيف عن هذا الشعب”! يختم عباس زهري حواره.