تعرضت مجموعة «أرابتك القابضة» لأكبر خسارة فصلية منذ العام 2005، حيث بلغت خسائر الربع الثاني من العام الجاري قرابة 996 مليون درهم، مقارنة بأرباح بقيمة 113.5 مليون درهم خلال الفترة نفسها من 2014، على خلفية التكاليف المباشرة وإعادة مراجعة المشاريع. وجاءت تلك الخسائر نتيجة الأداء السلبي لأغلب قنوات دخل الشركة في وقت ارتفعت فيه قيمة مصروفاتها.
وباشرت «أرابتك» مؤخراً عملية مراجعة حثيثة للسياسات المحاسبية المطبقة بشأن احتساب الإيرادات والتكاليف والأرباح، متبنية أسلوب عمل أكثر تحفظاً من تلك الممارسات المطبقة سابقاً، حيث قامت بإعادة هيكلة عملياتها وإعادة مراجعة مشاريعها والتركيز على القائمة منها فقط، وهو ما يعكس حجم الضغوط التي تتعرض لها قوائمها المالية والتي سيكون لها تأثير سلبي على نتائج الفصول القادمة.
كما تكبدت «أرابتك» أيضاً خسائر بقرابة 321 مليون درهم في الربع الأول من 2015، مما أدى إلى تسجيل خسائر في النصف الأول من 2015 بقيمة 1.31 مليار درهم، مقارنة بـ 265 مليون درهم أرباحاً خلال الفترة نفسها من العام السابق، محققه بذلك أول خسارة نصفية أيضاً منذ العام 2005.
تراجع
وبشكل عام جاءت خسائر المجموعة في النصف الأول، نتيجة تراجع إيراداتها التشغيلية 4% لتصل إلى قرابة 3.6 مليار درهم، في المقابل ارتفعت تكاليفها المباشرة 29% لتصل إلى ما يقارب 4.1 مليارات درهم، أي أن «أرابتك» لم تحقق المعادلة المنشودة للنمو السليم وهو «تعظيم الإيرادات وترشيد المصروفات»، مما أدى إلى تسجيل العمليات المستمرة للمجموعة خسائر بقيمة 937 مليون درهم.
كما سجلت العمليات غير المستمرة لـ «أرابتك» خسائر بقيمة 381 مليون درهم، نتيجة الأداء السلبي لبعض شركاتها التابعة والزميلة في المملكة العربية السعودية، مما دفع مجلس إدارة المجموعة لاعتماد خطة لاستبعاد حصة «أرابتك» في تلك الشركات.
وحملت القوائم المالية النصفية لـ«ارابتك» عدداً من الإيجابيات والسلبيات. حيث تمثلت أبرز الإيجابيات في ارتفاع قيمة أصول المجموعة 4% على أساس سنوي لتبلغ قرابة 14 مليار درهم، وذلك بالرغم من تراجع قيمة «الذمم التجارية والمدينين الآخرين» 11% على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 7 مليارات درهم، بالإضافة إلى تراجع قيمة أرصدة لدى البنوك ونقد في الصندوق (السيولة) 26% على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 809 ملايين درهم.
إلا أن ارتفاع قيمة «المستحقات من أطراف ذات علاقة» 36% على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 1.3 مليار درهم، واشتمال القوائم المالية النصفية على «أصول مصنفة كمحتفظ بها للبيع» بقيمة 1.5 مليار درهم، أثمر في النهاية ارتفاعاً بـ 4% لقيمة أصول «أرابتك».
أما أبرز السلبيات فتمثلت في ارتفاع قيمة التزامات المجموعة في النصف الأول 25% على أساس سنوي، لتصل قيمتها إلى ما يقارب 9 مليارات درهم، وذلك نتيجة ارتفاع قيمة « القروض» 20% على أساس سنوي، لتبلغ قرابة 1.5 مليار درهم، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة «الدائنين التجاريين» 7% على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 5.6 مليارات درهم، كما ساهمت في ارتفاع قيمة التزامات «أرابتك»، اشتمال القوائم المالية النصفية على التزامات مرتبطة بأصول محتفظ بها للبيع بقيمة 1.1 مليار درهم للمرة الأولى.
حقوق الملكية
كما تراجعت حقوق ملكية مساهمي «أرابتك» 22% على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 4.6 مليارات درهم، وذلك بالرغم من ارتفاع رأسمال المجموعة 5% على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 4.6 مليارات درهم، إلا أن تسجيل المجموعة خسائر متراكمة بقيمة 892 مليون درهم للمرة الأولى، أثر سلباً على حقوق ملكية المساهمين بنهاية النصف الأول من العام الجاري.
السيولة
تراجعت نسب السيولة لدى «أرابتك» في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، نتيجة تراجع «نسبة النقدية» إلى مستويات 11% (بسبب انخفاض قيمة «النقد وما يعادله» 26% مقابل نمواً بـ 5% في قيمة الالتزامات قصيرة الأجل)، كما تراجعت «نسبة السيولة السريعة» إلى مستويات 123% (بسبب انخفاض قيمة «الأصول المتداولة مخصوم منها المخزون» 13% مقابل ارتفاعاً بـ 5% لقيمة «الالتزامات المتداولة») ، لكن وبالرغم من ذلك تظل «نسبة السيولة السريعة» تعكس قدرة «أرابتك» على مواجهة التزاماتها قصيرة الأجل مستفيدة من رأسمالها العامل الإيجابي وتخارجها من استثمارات في المملكة السعودية، وهو ما يعكس انخفاض حجم المخاطر قصيرة الأجل للمجموعة.
الربحية
تحولت «نسب ربحية» أرابتك إلى منطقة «السالب» نتيجة التحول الدراماتيكي في نتائج أعمالها وتحولها من الربحية إلى الخسارة، حيث تراجع معدل «العائد على الاستثمار» إلى مستويات «سالب 14%» مقابل 2.8% بالفترة الموازية من العام السابق.
كما سجل العائد على الأصول هبوطاً حاداً عند مستويات «سالب 7» بعد أن كان قد سجل 1.3% خلال النصف الأول من العام الماضي، وتراجع «هامش صافي الربح» إلى «سالب 26%»، أما معدل «العائد على حقوق المساهمين» فقد هبط إلى مستويات «سالب 20%» مقارنة بعائد بلغ 3% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أما نسبة «التكلفة إلى الإيرادات» فقد ارتفعت إلى مستويات 115% مقارنة مع 85% في النصف الأول من العام 2014، وهو أمر سلبي أيضاً.
المخاطر
تراجعت «نسب المخاطر» لدى «أرابتك» هي الأخرى، حيث هبطت نسبة «حقوق الملكية إلى الالتزامات» إلى 51%، مقابل 82% خلال الفترة نفسها من العام الماضي (نتيجة نمو قيمة «إجمالي الالتزامات» 25% مقابل انخفاض بـ 22% في قيمة «حقوق الملكية»)، وهو ما يعكس ارتفاع حجم المخاطر طويلة الأجل أمام الشركة وتعكس حجم الضغوط التي يتعرض له مركزها المالي والائتماني ويضعها أمام مواجهة حقيقية أمام مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية.
النشاط
تعرضت «نسب النشاط» لدى «أرابتك» إلى ضغوط خلال فترتها المالية نصف السنوية، نتيجة انخفاض قيمة «الإيرادات التشغيلية» 4%، مقابل ارتفاع بنسبة 4% في قيمة الأصول نتيجة وجود أصول مصنفة كمحتفظ بها للبيع بقيمة 1.55 مليار درهم بعد التخارج من وحدات تابعة في السعودية.
ومع استبعاد هذا الجزء من الأصول فإننا نجد تحسناً في أداء نسبة «الإيرادات التشغيلية إلى الأصول» مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن وعلى الرغم من هذا التحسن إلا أن الارتفاع القوي والحاد في التكاليف المباشرة للأنشطة التشغيلية وضعف جودة أصول «أرابتك»، يشكلان مصدر قلق حول قدرة الشركة على تعزيز ودعم أنشطتها التشغيلية على الأقل خلال الأشهر الستة القادمة من العام الجاري، وهو ما يشير إلى استمرار الضغوط السلبية على هوامش ربحية المجموعة خلال الفصلين المقبلين من سنتها المالية.