رأى رئيس “حركة الإستقلال” ميشال معوّض أنّ عنوان تحرك حملة “طلعت ريحتكم” محق، فمن غير المقبول أن يتعرض الشعب اللبناني للذل كل يوم، وأن نشاهد أمامنا حكومة عاجزة عن معالجة أبسط الملفات الحياتية ولاسيما ملف النفايات، وكل ملف في البلاد نراه في النتيجة يتحول إلى ملف نفايات، وقال: لنفترض أنّ عنوان هذا التحرك ليس محقاً، هل يجوز التعاطي من قبل القوى الأمنية بهذه الطريقة مع حريتي التعبير والتظاهر؟؟ هذا التصرف يُعيد لبنان إلى الوراء ونرفضه تماماً. فما حدث اليوم في وسط بيروت أمام أعين الجميع أمر معيب وغير مقبول بتاتاً.
معوّض، وفي مداخلة عبر قناة الـ”mtv”، علّق على قيام قوى الأمنية بإخلاء سبيل المعتقلين من المتظاهرين، بالقول: هذه خطوة إيجابية وإنّما ناقصة. فلماذا تم توقيف هؤلاء الشباب؟ ولماذا تم إستخدام هذا الحجم من العنف بوجه تظاهرة سلمية؟ وكأنّ عناصر “داعش” كان تقف أمام القوى الأمنية. هذا الأمر غير مقبول. هؤلاء الشباب يتظاهرون للمطالبة بحقهم الطبيعي، حقهم في بيئة حياة كريمة، حقهم في بلد يحترم نفسه. لماذا إطلاق الرصاص؟ لماذا هذا العنف؟ فإطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين لا يكفي في هذا الموضوع، ويجب محاسبة من أوصل الأمور إلى ما هي عليه.
ورداً على سؤال، أجاب: ما أوصلنا إلى هذا الوضع اليوم أمران هما: أولاً، عدم إنتخاب رئيس للجمهورية ليعود عمل المؤسسات الدستورية إلى وضعها الطبيعي، وثانياً الحكومة الحالية مسؤولة بجميع مكوناتها عن الوضع الحالي وتحديداً ملف النفايات. فأنا من الشخصيات التي حذرت منذ شهرين أنّنا سنصل إلى هذه المرحلة. هذه الحكومة ما كان يجب أن تتألف لأنّها حكومة أضداد، وبالتالي فهي غير قادرة على أن تصل بالبلاد إلى إنتخاب رئيس كما قيل عند تشكيلها. إذاً هذه الحكومة بجميع من فيها مسؤولون عن الوضع الذي وصلنا إليه لأنّهم كانوا يدركون منذ أشهر بالموضوع. من هنا أتمنى على جميع القوى السياسية المشاركة في هذه الحكومة أن يتعاطوا بمسؤولية وأن نتجه إلى حلول فعالة أبرزها إنتخاب رئيس للجمهورية. فلم يعد مقبولاً أن ننتظر تفاهم القوى اللبنانية على شخصية من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية. نريد أن نعيش في بلدنا بكرامة. فمن الواضح أنّ هذه الحكومة أصبحت عاجزة عن حلّ أيّ ملف، وواضح أيضاً أنّ إستقالتها من دون إنتخاب رئيس هو مزيد من الفوضى والعجز وليس أقل من ذلك. فلنذهب بإتجاه الحل ألا وهو إنتخاب رئيس للجمهورية.
وتابع معوّض: في هذه المرحلة، فإنّ الأمور في المنطقة تتجه إلى مزيد من التعقيد والعنف وإراقة الدماء، فالقوى الإقليمية تعمل على تحسين أوراقها، ونرى بالتوازي مزيداً من التعقيد في لبنان، وبالتالي إذا أردنا حقاً قلب الطاولة فإنّه على القوى السياسية والنواب تحديداً إنتخاب رئيس للجمهورية أولاً والإعتراف بعدم القدرة على الإستمرار في هذا الوضع، فإنتظار الوضع الإقليمي يعني إتجاه البلاد إلى مزيد من الفوضى العارمة والمؤسسة العسكرية لن تستطيع وحدها الإستمرار مع تعطل باقي المؤسسات، من هنا يجب الكف عن المزايدات وإنتخاب للجمهورية فوراً. الوضع إقليمياً إلى مزيد من التعطيل وحان الوقت لأن يكون للطبقة السياسية حداً أدنى من المسؤولية لأنّ هذا التعطيل يضر بلبنان.