كتب يوليوس هاشم في “النهار”:
مهرجانٌ جديد يُضاف إلى الصّيف اللبناني هو “ليالي أرز تنورين”، وانطلاقة هذا المهرجان ستكون مع عمل ساحر لإيفان كركلا “الغابة المسحورة” في 29 آب.
حين طُلب من إيفان كركلا تحضير عملٍ خاص للمهرجان تردّد في بادئ الأمر، إلى أن زار غابة تنورين التي سحرته وفرضت أن ينبثق العمل من الطبيعة فتكون هي المسرح. الأمر شكّل تحدٍّياً له، فأراد خوض هذا التحدّي وبدأ يفكّر بقصّةٍ تدور حول مجد الأرز.
تقول الحكاية إنه في كل ألف سنة تجتمع قوى الطبيعة معاً، الأرض والنار والماء والريح، لتمجّد شجرة الحياة بإحتفال طقوسي للأرز الخالد. وفي غابة تنورين يتلاقى سكان الغابة إنساً وجنّاً، وعلى رأسهم “شيخ الغابة” الذي تقول الأسطورة إن عمره من عمر الأرزة، وسره من سرها، شاهدٌ على ما كان في الأمس وما سيكون غداً، وهو المدرك أن هذه الغابة مقدسة من قديم العهود، يعيش فيها الإنسان وهو العابر في الزمان. في المقابل نجد المالك الإقطاعي، صاحب الأرض الذي يظنّ أنّه يملك الطبيعة وله السلطة عليها. يقول كركلا: “تظهر بوضوح العلاقة بين الإنسان والطبيعة؛ إن كان الإنسان لطيفاً مع الطبيعة فستبادله اللطف، وإن حاول أذيتها ستؤذيه. الطبيعة ليست في حاجة الى الإنسان، بل هو في حاجةٍ إليها. هي كانت قبله وستبقى بعده”.
العمل بدأ قصيرًا لا يتعدّى العشرين دقيقة، لكنّه سرعان ما توسّع وامتدّ إلى ساعةٍ كاملة. كبرت الفكرة ومعها كان لا بدّ من أن تكون الأسماء المُشاركة كبيرة. طلال حيدر كتب الشّعر الغنائي، وجورج خبّاز كتب الحوارات المسرحية، محمد رضى عليغولي تولّى مهمة المستشار الموسيقي. أمّا في الغناء فاستعان كركلا بتاريخ هدى حداد وجوزف عازار، وبمواهب عبير نعمة وسيمون عبيد. تمثيلياً يشارك رفعت طربيه في دور شيخ الغابة، وغابريال يمّين في دور المالك الإقطاعي، علي الزين، خالد السيد، وفادي الرفاعي في أدوار أهالي الضيعة. السيناريو والإعداد والإخراج تولّاها إيفان كركلا، إلى جانبه فريق تقني من لبنانيين وأجانب يعتبرهم الأبرز في مجالهم. “ولا أريد أن أنسى أهالي تنورين الذين قدّموا لنا مساعدة كبيرة في كلّ ما احتجنا إليه”.
يقدّر كركلا الثقة الكبيرة التي أولاه إيّاها الوزير بطرس حرب الذي كان وراء فكرة إطلاق هذا المهرجان، بالإضافة إلى السيدة مارلين حرب رئيسة المهرجان. “أنا أفتخر بأني جزءٌ من انطلاق مهرجانٍ جديد. أنا أؤمن أنّه لن يكون مجرّد مهرجان يُضاف إلى المهرجانات الكثيرة، بل سيكون مختلفاً، وخصوصاً أنّه ينطلق من قلب الغابة. الغابة ستكون مسرحنا، وهذا ما جعلني أتمسّك بالعمل وأتعلّق به”.
إيفان كركلا يبدو متحمّساً كثيراً لهذا العمل الذي لا علاقة له بفرقة كركلا. “في كلّ مرّة يقف الفنان حائراً، بعد عملٍ كبير قدّمه، مفكّراً في العمل التالي الذي سيقدّمه ليكون في مستوى أعلى ممّا سبقه. “الغابة المسحورة” عملٌ جاء في وقتٍ كنت أفكّر كثيراً في ما عليّ تقديمه، وفجأة وجدتُ نفسي منغمساً فيه، وقد مرّت أشهرٌ ثلاثة من التحضير، وها نحن الآن على بُعد أيامٍ من تاريخ العرض”.