اندلعت مواجهات عنيفة مساء السبت بين قوات الأمن ومحتجين خرجوا في تظاهرات دعت إليها مجموعة طلعت ريحتكم للمطالبة بمعالجة أزمة النفايات المتراكمة في بيروت منذ أكثر من شهر.
ووقع تدافع بين المتظاهرين والقوى الامنية بعد محاولتهم تجاوز الاسلاك الشائكة والوصول الى ساحة النجمة.
وقد قامت القوى الامنية برش المتظاهرين بالمياه، وقامت برمي القنابل المسيلة للدموع باتجاههم. الا انّ المتظاهرين أكدوا اصرارهم على المضي باعتصامهم ودعوا جميع اللبنانيين لمشاركتهم فيه.
وكان التجمع قد بدأ في ساحة رياض الصلح تمهيداً لانطلاق التظاهرة التي دعت اليها حملة #طلعت_ريحتكم وسط إجراءات أمنية مشدّدة من القوى الأمنية التي إحتشدت في المكان منعاً لوصول المتظاهرين إلى مجلس النواب والسراي الحكومي.
وتطورت الاحتجاجات التي شارك فيها المئات لتتطالب حكومة تمام سلام بالاستقالة، كما هتف بعض المتظاهرين “الشعب يريد إسقاط النظام.”
من خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع الى الرصاص الحي والعراك بالايدي والعصي الى عشرات الجرحى بين المتظاهرين والقوى الامنية، ومن عنف امني مفرط الى انفجار سياسي.
وتتابعت معارك الكر والفر نحو خمس ساعات متواصلة في ساحتي رياض الصلح والشهداء بين حشد كبير من المتظاهرين وقوات الأمن الداخلي وشرطة مجلس النواب.
وكان الإفراط واضحا في استعمال العنف من جانب القوى الامنية التي حشدت في مواجهة المتظاهرين عددا كبيرا من قوات مكافحة الشغب، وسقط في صفوف المتظاهرين نحو ١٨ جريحا على الاقل بينهم من أصيب برصاص اطلق بغزارة في الهواء من قبل القوى الأمنية والجيش اللبناني بحسب ما ذكرت مراسلة تلفزيون الـLBC، فيما سقط ايضا للقوى الامنية ٣٥ جريحا بحسب بيان لقوى الامن الداخلي.
وعزّزت القوى الامنية حضروها في الساحة بقوات اضافية، وعملت على تفريق المتظاهرن بخراطيم المياه واطلاق النار، وقامت باعتقال عدد من الشبان الى ان اتت تعليمات من وزير الداخلية نهاد المشنوق بإطلاق جميع المحتجزين.
واعلن المشنوق في حديث تلفزيوني الى انه موجود خارج لبنان، وأنه أعطى تعليماته بوقف اطلاق النار عندما علم بما حصل في وسط بيروت.
وأشار الى أن هناك اطلاق نار حصل من قبل قوى عسكرية غير قوى الامن الداخلي أيضا ، متعهدا بمحاسبة كل من أطلق النار ضمن مسؤولياته كوزير للداخلية
ولفت المشنوق الى أن ما عبر عنه النائب وليد جنبلاط حول تحميله مسؤولية ما حصل ” ليس الا ضمن المزايدة السياسية وهو من ضمن الطبقة السياسية التي تتحمل المسؤولية بقضية النفايات”.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد قال: ” ليتفضل الوزير نهاد المشنوق وليتحمل مسؤوليته بموضوع اطلاق الرصاص المطاطي والشدة ضد المتظاهرين”.
واكد جنبلاط أن استعمال المياه والرصاص المطاطي غير مقبول ضد متظاهرين يعترضون على موضوع النفايات، الا أنه اعتبر في الوقت ذاته ان اسقاط الحكومة واعتبار المجلس النيابي غير شرعي أمر مرفوض ، مشددا على أنه تم توريط المتظاهرين بهذه الشعارات .
واضاف:” احترم حركة طلعت ريحتكم ولكن أن تدخل الاحزاب لتعمم الفوضى فهذا أمر مرفوض وأتمنى على التيار العوني ان يكون حريصا على الدولة”.
وكانت مواقع “التيار الوطني الحر” قد ذكرت ان اعدادا من مناصري “التيار” تتوجه الى مكان الاعتصام دعماً للمتظاهرين، في وقت علّق النائب نبيل نقولا عضويته في مجلس النواب احتجاجاً على قمع المتظاهرين في حملة طلعت ريحتكم واللجوء إلى استعمال العنف، في خطوة لم يمنحها المنظمون أهمية كبرى، لا سيما أنّ المجلس لا يجتمع، وتعليق العضوية لا يفيد شيئاً في تغيير الوضع.
وأعلن تيار المستقبل تفهمه لـ “المطالب المحقة التي يطرحها المتظاهرون في ساحة رياض الصلح، ولحقهم في التعبير عن رأيهم”.
وشدد في بيان، على وجوب أن “تبقى الديموقراطية وثوابت القانون ناظمةً للعلاقة بين القوى الأمنية والمواطنين”، مجدداً التأكيد على “ضرورة التوصل إلى حل جذري في ملف النفايات حفاظاً على السلم الصحي والبيئي”.
وبعد منتصف الليل، بدأ بعض المتظاهرين بنصب خيم اعتصام قالوا إنه مستمر حتى إسقاط الحكومة.
وسيعقد رئيس الوزراء اللبناني، صباح الأحد، مؤتمرا صحفيا الساعة الحادية عشر من صباح الغد لشرح ملابسات ما حصل في وسط بيروت.
