كتبت كلادس صعب في صحيفة “الديار”:
جبران باسيل رئيساً “للتيار الوطني الحر” اتفاق اللظة الاخيرة ورعاية زعيم التيار الجنرال ميشال عون،لا سابقة لها داخل الاحزاب الكبرى الاصلاحية ادخلت باسيل نادي الورثة لينضم الى تيمور وليد جنبلاط وسامي امين الجميل وطوني سليمان فرنجية، لكن مع باسيل يختلف اسم العائلة ومن هنا يبدأ الجدال وتتكاثر علامات الاستفهام عن معركة كانت ستكون رائدة داخل التيار الاوسع تمثيلاً للمسيحيين في هذا المشرق الذي بدأ يلفظهم كمشردين في اصقاع الكرة الارضية، لكن اصحاب الاحلام الوردية بصناديق الاقتراع وبالعملية الانتخابية النظيفة اصطدمت بالرابية وبالقرار في داخلها حيث الاختيار بين الصهر وابن الشقيقة لن يكون ابداً في صالح الاخير خصوصاً ان سيد الرابية كان ولا يزال المؤسس الاول والوحيد للتيار الوطني الذي بدأت طلائع تكوينه بالعونيين، ذلك التيار الجارف الذي آمن وايد العماد عون مع كامل العدة من لباس عسكري محبب الى خطاب يحاكي همومهم وشعارات تحاكي عقولهم، هذا الارث كان في الاشهر الماضية مثار حوار ونقاش حول من يستلمه ويرعى شؤونه.
فعلى الرغم من اعتراف الجميع بأن احداً لن يستطيع ان يكون بديلاً عن الجنرال المؤسس او ان يملك سحره الجماهيري، لكن للضرورة احكام وللاستمرارية واجب التعيين في ظل اخطار المعركة الانتخابية غير المضمونة بنتائجها لناحية فوز رجل الرابية الاول لناحية استمرار التضامن والتماسك عشية صدور النتائج من هنا كانت الحلول باعتماد اسهل الشرور خصوصاً انها تحاكي رغبات الجنرال.
هذه المقدمة مستوحاة من حوارات بين الناشطين في التيار الذين توزعوا في حلقات حلقات داخل المقاهي في عدد من “المولات” يناقشون بصراحة هامسة تداعيات الاتفاق التسوية، فالتسوية “بكلها” المحامي “الشاطر” النائب ابراهيم كنعان بالتعديلات في بعض المواد للقانون الداخلي لكن كنعان كان حريصاً على اشراك العماد عون في التغطية والضمانة فكانت ضمانة عون الشخصية كفيلة بنجاح الاتفاق خصوصاً ان معادلة لا غالب ولا مغلوب كانت سائدة بين المجتمعين في الرابية ومن خلال هذا “التبكيل المحكم” الذي اعتمده النائب كنعان دفع الصقور في الفريق المناهض للوزير باسيل الى التزام الصمت الموجع لان اي تصرف آخر سوف يصيب علاقاتهم مع العماد عون اصابة شخصية لا علاج لها من بعدها.
زياد اسود غادر الى جزين دون اي تعليق منتظراً كما وعد في احدى طلاته التلفزيونية ومثله فعل زياد عبس ورمزي كنج وسيمون ابي رميا وغيرهم وغيرهم الذين شاهدوا بام العين ان رجلهم المرشح استسلم في الجولة الاولى من المنازلة ولم يتركوا له سوى بيان يتلوه لحفظ ماء الوجه.
الاوساط المعارضة التي حاول العماد عون طمأنتها بأن الجميع رابح فوجئت في اليوم التالي ان ضمانات الليل تمحوها المناكفات خصوصاً لدى الصقور في الفريق الرابح حيث فتح الهواء لعميد متقاعد يعتبر الاقرب في الفريق الذي يقوده بيار رفول حيث عمد الى مهاجمة المؤيدين للنائب الان عون معتبراً ان هؤلاء لم يقوموا بواجباتهم الحزبية وانهم يعترضون من قراءة النظام الداخلي وبأن التخريب وصل بهم الى عرقلة هذا النظام في وزارة الداخلية كي تحجب عنه الموافقة الرسمية كمقدمة للعمل به رسمياً، كما ان العميد المتقاعد بول مطر اعتبر ان على الناشط نعيم عون ان يدفع اشتراك الانتساب قبل الشروع بالمعارضة والخربطة، هذه المؤشرات الهجومية اعتبرتها اوساط المعارضة ان قادم الايام سيشهد عمليات الالغاء لبعض مراكز القوى كي تسهل الطريق امام الرئيس الجديد ويعتبر هؤلاء ان حضور النائب الان عون اشبه بمذكرة جلب حزبية بعدما وضعت امامه الخيارات الضيقة وكان لهذا الحضور الاثر الكبير في فرط التحالف المعترض ليتفرقوا من دون اية اهداف مشتتين في حلقات ضيقة واحاديث هامسة خوفاً من الوشايات التي ستجد الصدى الكبير لدى الرئيس المعين.
اما في المقابل يعتبر الفريق المؤيد للوزير باسيل ان بقاء التيار هو غاية وهدف يفوق اي امر اخر، ويكررون عبارة الجنرال التي استعارها من الزعيم انطون سعادة: أموت انا لكن المهم ان يبقى التيار حيا وان الرئيس الواصل بالتزكية خير من رئيس منتخب يهدد وحدة التيار وبقاءه. هذا الفريق قرر البدء بورشة من اعادة صياغة العلاقات بين مختلف القوى على قاعدة الانفتاح لما فيه خير للمسيرة العونية كما ان التعيينات الداخلية ستشهد تطورا نوعيا في الانفتاح على الآخرين وسيعمد الرئيس الجديد الى القيام بجولات محلية تشمل المقررات التي سادتها بعض الغيوم الملتبسة في علاقاتها معه.