يبقى قطاع العقارات التركي المزدهر محطة جذب للمستثمرين الخليجيين في الوقت الذي يواصل فيه عدد المشترين الأجانب بالارتفاع في الدولة التي تعد وجهة سياحية جذابة.
وبحسب البيانات الصادرة عن معهد الاحصاءات التركي، فإن أرقام مبيعات المنازل إلى مستثمرين من حول العالم ارتفع بنسبة 22% في النصف الأول من العام 2015 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتأتي هذه الأرقام في الوقت الذي يستعد فيه 50 عارضا تركيا لاستعراض أحدث مشاريعهم التطويرية في المعرض العقاري الأكبر والأكثر تأثيرا على مستوى منطقة الشرق الأوسط، سيتي سكيب جلوبال.
ويعتبر الجناح التركي في المعرض، الذي يقام على مدار ثلاثة أيام في الفترة ما بين 8-10 سبتمبر في مركز دبي التجاري العالمي، أكبر الأجنحة الدولية حيث يغطي مساحة عرض تبلغ 4200 متر مربع.
وتعليقا على الموضوع، صرحت ديانا دوغان، رئيس قسم الأبحاث في ’سي بي آر إي تيركي‘، قائلة: ”في سوق ’منازل العطلات‘، هناك زيادة كبيرة من قبل المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط في القطاع السكني مع تركيز كبير في استثماراتهم على الجزء الشمالي الغربي للدولة، وبالأخص في المناطق المطلة على بحر مرمرة والبحر الأسود، بالإضافة إلى مدن إسطنبول، بورصة ويالوفا“.
وأضافت: ”أما على مستوى استثمارات الشركات، فهذا الطلب أدى إلى خلق فرص محتملة غير مستغلة بعد لتطوير منازل مصممة على وجه التحديد للسوق العربي. شهد قطاع البنوك التركي أنشط معدلات الفائدة في تعاملاته مع المؤسسات المالية العربية الطامحة لحجز موطئ قدم لها أو تعزيز حضورها في القطاع البنكي التركي المزدهر“.
ونظرا للنمو الكبير للمشاركات التركية في الفعاليات المختلفة في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الطلبات المقدمة من قبل العديد من أكبر المطورين الأتراك، سيتم إطلاق معرض سيتي سكيب تركيا العام القادم، ليقام في الفترة ما بين 24-26 مارس 2016 في مركز اسطنبول للعارض، بالقرب من ساحة تقسيم.
وقال فاوتر مولمان، مدير مجموعة سيتي سكيب: ”المشاركة التركية نمت بنسبة 50% هذا العام وجميع المؤشرات تدفعها للنمو أكثر. في العام 2014 أنفق المستثمرون الخليجيون 4.3 مليار دولار على العقارات التركية، ليرتفع الحجم الكلي للاستثمارات إلى 16.29 مليار دولار على مدار السنوات الست السابقة“.
وأوضح: ”في الوقت الذي تواصل فيه مدينة اسطنبول والمدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط جذبها للمستثمرين الخليجيين نظرا للعلاقات الوثيقة مع المنطقة جغرافيا وثقافيا، يعتبر سيتي سكيب جلوبال المنصة الأمثل للمستثمرين الأجانب الراغبين بمعرفة المزيد عن أحوال السوق والاطلاع على المشاريع الجديدة المتوفرة في الوقت الحالي“.
ويأمل العديد من كبار المطورين من أمثال آغا أوغلو، دومانكايا، إز غيو، آن إي أف، غارانتي كوزا، كوزو توبلو، بياليباسا، فاد اسطنبول، أوفتون، دي كيه واي إنسات، إروغلو، تورونلار والعديد غيرهم للاستفادة من الأعداد الكبيرة من الزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم للنسخة الـ 14 لمعرض سيتي سكيب جلوبال.
وترى شركة ’دومانكايا‘ لإدارة الإنشاءات أن مشروعيها ’هورايزون‘ و’ميكس‘ اللذان تطورهما في قلب مدينة اسطنبول سيحققان نجاحا كبيرا في الوسط العربي. وصرح ’أوغور دومانكايا‘، رئيس مجلس إدارة الشركة، قائلا: ”تعتبر مدينة اسطنبول وجهة جذابة للأجانب للاستثمار في القطاع العقاري فيها. استقرارها الاقتصادي، نمط الحياة الاجتماعية فيها، موقعها الجغرافي المميز والعائد على الاستثمار، كلها عوامل تشجع على الاستثمار. المشترون من مختلف أنحاء العالم يتنافسون لتملك عقار في المناطق الرئيسية في المدينة والمناطق المحيطة بها“.
وتابع: ”ثلاثون بالمئة من مبيعاتنا الكلية كانت لمستثمرين أجانب، غالبيتهم من الشرق الأوسط ودول الخليج. سيمكننا سيتي سكيب جلوبال من تعزيز نشاطاتنا وتنافسيتنا مع عملائنا وتوسيع أفق علامتنا والترويج لمشاريعنا“
ووفقا للبيانات الصادرة من مديرية الثقافة والسياحة في اسطنبول، فحوالي 20% من زوار المدينة الذين يبلغ عددهم 7 ملايين زائر هم من العرب، أي ضعف العدد مقارنة بنسبتهم الكلية قبل خمس سنوات في العام 2010.
من جانبه أشار فاتح إرغوفين، الشريك الإداري في ’رياليتي بورت اسطنبول / إملاك بورت غايريمينكول ياتيريم، العارض الآخر المشارك من تركيا، أن موقع تركيا الاستراتيجي ومناخها المفضل جعل منها نقطة جذب للمستثمرين. وقال: ”في السنوات الثلاث الماضية اصبح الاستثمار في القطاع العقاري مركز اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين وقد أسس مكانة له الآن كواحد من أبرز الأسواق العقارية على مستوى العالم“.
ومن بين أبرز المشاركات الدولية الأخرى في المعرض، المشاركة الصينية التي شهدت نموا ملحوظا، بالإضافة إلى مشاركة شركات من كل من كندا، مصر، الكويت، لاتفيا، نيجيريا، البرتغال، تايلاند، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وللمرة الأولى هذا العام، يستضيف ’سيتي سكيب جلوبال‘ على هامشه مجموعة من المؤتمرات المتخصصة، والتي ستقام قبل يوم من انعقاد المعرض ومن المقرر لها أن تستقطب أكثر من 800 شخصية من كبار الشخصيات العاملة في القطاع العقاري واللذين سيتباحثون فيما بينهم فرص الاستثمار والحلول المقترحة للقضايا المؤثرة في القطاع اليوم.