قال سانجاي مودي، المدير العام لموقع مونستر دوت كوم للتوظيف في الهند، الشرق الأوسط، آسيا الشرق وجنوب وشرق آسيا وهونغ كونغ إن أيام وظيفة الصراف في البنوك الإماراتية باتت معدودة، وذلك بالتزامن مع الانتشار الكبير لاستخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أكثر مما مضى، متوقعاً ازدياد هذا التوجه بشكل سريع خلال الفترة المقبلة. وأضاف مودي في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» إن الإمارات ـ كغيرها من الأسواق الرائدة في العالم ـ تشهد ثورة تقنية متسارعة قد تؤدي في النتيجة إلى حدوث تراجع في الطلب على العديد من الصناعات والوظائف التقليدية، حيث بدأت الآلات تحل محل العمال.
وأضاف: «هناك عدد من الوظائف معرضة للخطر في أعقاب ثورة التكنولوجيا وتقنيات البيانات الكبيرة، فأيام وظيفة الصراف في البنك باتت معدودة. في الإمارات، ما زالت العديد من المعاملات المصرفية يتم إنجازها بشكل شخصي، عكس البلدان الأخرى، فقد انتشرت الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أكثر مما مضى ما أدى إلى قلة الحاجة لتواجد العميل لإنجاز معاملته. ترتفع وتيرة استخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت بشكل كبير في دولة الإمارات، وستستمر في هذا الاتجاه التصاعدي أكثر وأكثر، حيث إن العملاء يفضلون قضاء أعمالهم المصرفية من خلال الدخول إلى حساباتهم عبر الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان.
الوظيفة الأخرى المعرضة للخطر هي وظيفة عامل مساعد في متجر. ومع أننا ما زلنا نعتمد على موظفين لتعبئة وتغليف البضائع في محلات البقالة بشكل كبير، أما في العديد من الدول الأخرى فقد تم استبدال هؤلاء الموظفين بآلات تؤدي هذه المهام.»
التواصل الاجتماعي
وأضاف مودي أن العديد من الشركات أدركت حديثاً أهمية إثبات حضورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل من خلالها. فقد كانت بعض الشركات تقوم بمنع موظفيها من استخدام هذه المواقع أثناء ساعات العمل، كما حظرت على موظفيها ذكر اسم الشركة على مختلف المنصات. أما الآن فقد أدركت الشركات أنها بحاجة ماسة لتكون نشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحافظ على سمعتها الطيبة في العالم الجديد.
وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على مهنة مدير مواقع التواصل الاجتماعي، لإدارة حسابات الشركات وحسابات العملاء عبر هذه المواقع. كما تم تشجيع الموظفين على التفاعل مع حسابات الشركة على هذه المواقع. وتقوم الشركات والعلامات التجارية الكبيرة أيضاً بتعيين مدراء لمواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أفضل مستوى من التواصل الفعال مع العملاء عبر هذه الوسائل.
امتلاك الخبرات
ومع تعرض بعض الوظائف للخطر في المستقبل، إلا أننا لسنا متجهين نحو كارثة وظائفية. وتشير حقيقة أن عدداً من الوظائف الحالية لم تكن موجودة قبل عشر سنوات إلى وجود فرص عمل هائلة الآن. فبدلاً من فقدان هذه الوظائف من السوق، تقوم التكنولوجيا بتغييرها وتحديثها. يوجد اليوم العدد نفسه من الوظائف في مختلف المجالات، وهذا ما يعني أنه ينبغي على الموظفين التأكد من امتلاكهم للمهارات والخبرات التي يبحث عنها أصحاب العمل. فأصحاب العمل يبحثون عن مرشحين لديهم معرفة جيدة بالتكنولوجيا ويتمتعون بمهارات تراعي بيئة العمل المتغيرة.
منصة تالنت بين
وتحقيقاً لهذه الغاية، قمنا في مونستر غلف بإطلاق منصة تالنت بين TalentBin، كما طوّرنا تطبيقا جديدا للهواتف الذكية يربط شبكات التوظيف الاحترافية مع كلٍ من التقنيات القادرة على مطابقة مهارات الموظفين مع الوظائف.
