اشارت جهات سياسية في ٨ آذار لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان إعلان الحزب التقدمي الاشتراكي “مواربة” مشاركته في تظاهرة يوم السبت كان بمثابة رسالة واضحة إلى تيار المستقبل تفيد بأن جنبلاط مستعد إلى الذهاب بعيدا في دفاعه عن مصالحه الاقتصادية في قطاع النفايات، فالنقمة على رئيس اللقاء الديموقراطي كبيرة في أوساط المستقبل، فهو متهم أصلا بافتعال الأزمة، مما أدى إلى توريطهم مع الشارع البيروتي والشوفي والشمالي، ومع قيادات “المستقبل” في المناطق، فهو برأيهم عمد إلى اقفال مطمر الناعمة بعدما أعطى وعدا بعدم إقفال المطمر إلى رئيس الحكومة تمام سلام ووزير البيئة محمد المشنوق، وهو يدرك تماما ما قد يترتب على هذا الأمر، جاء قراره بعد أن رفض تيار المستقبل مشروعه لإقامة محارق للنفايات يديرها نجله تيمور.
ومنذ أن أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي عن ترك الحرية لمناصريه بالمشاركة في التظاهرة أمام القصر الحكومي، أدرك “المستقبل” أن جنبلاط في طور نقلة نوعية في الصراع، ويحاول من خلال الضغط في الشارع تعويض خسائره على كل الأصعدة.
ولكن من وجهة نظر “الاشتراكي” فإن القسوة غير المعهودة في التعامل مع المتظاهرين مقصودة وهي بمثابة رسالة مبيتة من قبل تيار المستقبل لإفهام جنبلاط أن لعبة الشارع لن تفيده في عملية الابتزاز وعليه أن يحسب خطواته جيدا.
ومن هنا جاء اتهامه لوزير الداخلية نهاد المشنوق بالكذب ودعوته إلى الاستقالة، كما كان مفهوما جيدا ما قاله المشنوق ردا على جنبلاط الذي أعاد تقويم الموقف وانسحب من الشارع بعد أن كبر “الحريق” واتسع وبات يهدد الدخول في صراع مفتوح على الأرض مع «المستقبل» في أكثر من منطقة مشتركة بين مناصري الطرفين.