أدى تفجّر قسطل المياه المتفرع من خط الجر الرئيسي الذي يغذي العديد من القرى في منطقة راشيا بمياه الشفة من مشروع مياه لوسي، إلى تشكيل «نافورة» من المياه، عند مفترق بلدة كفردينس، هذه النافورة استقطبت بعض الفتيان الى ممارسة الاستحمام والوقوف تحت ضغط المياه وهم يرتدون ثيابهم، مستغنين عن ارتياد المسبح في هذا النهار، كما جرت العادة حسب ما أوضح محمد، وذلك اتقاءً لموجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة، حيث لامست درجة الحرارة الـ 40 درجة مئوية، كما استغل بعض السائقين هذا الوضع، وقاموا بركن سياراتهم تحت المياه بغية غسلها وتنظيفها.
لكن بالمقابل فإن بعض القرى تعيش أزمة عطش خانقة، نتيجة الانقطاعات المتواصلة لمياه الشفة، بفعل التعديات المنتشرة على طول خط الجرّ الرئيسي من المصدر في لوسي وحتى خزانات القرى، حيث الأهالي يتهمون أصحاب المشاريع الزراعية القائمة على جوانب خط الجر، بسحب المياه لري أراضيهم، من دون أي رادع من المسؤولين المعنيين، هذا من جهة.
أما من الجهة الثانية فإن مصادر مصلحة المياه في البقاع، ترمي اللوم على مؤسسة كهرباء لبنان، التي تغذّي المنطقة بالتيار بساعات قليلة، لا تكفي لضخّ المياه من مشروع لوسي إلى خزانات السلطان يعقوب، تمهيداً لتوزيعها على القرى، إنما بعض الأهالي يؤكد أن الحجة لم تتغير منذ سنوات عديدة، فالبعض يتحكم بتوزيع المياه وفق استنسابيته وكما يحلو له، أو يغضّ النظر عن المياه المسحوبة إلى المشاريع الزراعية، في وقت يشتري الأهالي صهريج المياه للاستعمال المنزلي بثلاثين ألف ليرة، بينما يرتفع سعره في بعض القرى الى خمسين ألفاً.