IMLebanon

يوم أسود للبورصات والنفط ينزل عن 40 دولاراً!

China-Stock-collapse

تدهورت سوق الاسهم الصينية امس بوتيرة ادت الى ضياع مكاسب عام باكمله، وتراجع الاسواق الآسيوية مع فشل اخر تدخل لبكين لاستعادة الثقة، وذلك في ظل تزايد القلق بشأن الاقتصاد.

وتكبدت الأسواق الآسيوية أكبر خسارة يومية لها منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2009، كما فتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض حاد لتسجل مستويات هي الأضعف منذ سبعة أشهر، فيما واصلت أسعار النفط والسلع الأولية تراجعها.

وتراجعت الاسهم الصينية بعد ان بلغت الذروة منتصف حزيران وتدخلت السلطات بشكل واسع في محاولة لكبح جماح التدهور، لكن القلق ازاء نسبة النمو والشكوك لا تزال مستمرة.

وجاء هبوط الأسواق الآسيوية امس نتيجة عدم إعلان سلطات بكين عن قرارات وتدابير كبيرة لوقف نزيف أسواقها المالية التي انخفضت بنسبة 11 في المئة، وقد قررت بكين أمس السماح لصناديق معاشات التقاعد المملوكة للحكومات المحلية في الصين بالاستثمار في أسواق الأسهم المحلية، وذلك في خطوة لضخ مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد المتباطئ.

كذلك، ضاعف الخفض المفاجئ في سعر صرف اليوان في 11 آب، المخاوف من ان ثاني اكبر اقتصاد في العالم بات اضعف مما كان يعتقد، ما ادى الى عمليات بيع مكثف مسحت اكثر من خمسة الاف مليار دولار من قيمة اسواق الاسهم العالمية.

واغلق مؤشر شنغهاي متراجعا بنسبة 8,49 في المئة او 297,83 نقطة وانتهى التداول عند 3,209.91 نقطة، ادنى من الاغلاق في 31 كانون الاول الماضي، ما اسفر عن ضياع كل المكاسب العام 2015.

والهبوط هو الاكبر منذ اكثر من ثماني سنوات، عندما سجل المؤشر في شباط 2007 خسارة 9 في المئة خلال التداولات.

وقال تشن كانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «هيكيتانغوي«، ومقرها شانغهاي، لادارة الاصول لـ»بلومبرغ نيوز« «هذه كارثة حقيقية، لا شيء يمكن أن يوقف ذلك على ما يبدو». اضاف ان «الكثير من صناديق الاموال الخاصة التي بدأت حديثا عانت الآونة الأخيرة. آمل أن نتمكن من البقاء».

وادى التراجع الكبير في اسواق الصين الى تدهور في الاسواق الرئيسية في العالم، وخسر المؤشر الرئيسي في هونغ كونغ 4,89 في المئة في اخر التعاملات. كما انخفض مؤشر نيكي في طوكيو 4,61 في المئة ادنى مستوى في ستة اشهر في حين سجل مؤشر تايبيه اكبر انخفاض من نوعه مع 7,46 في المئة.

في اوروبا، سجلت البورصات الاوروبية تراجعا كبيرا منتصف امس. وتراجعت بورصة باريس اربعة في المئة ظهرا بعد ان افتتحت التداولات على انخفاض 2,62 في المئة، في ادنى مستوى منذ كانون الثاني.

كما تدهورت بورصة فرانكفورت باكثر من خمسة في المئة بعد ان سجلت انخفاضا لدى الافتتاح بنسبة 3,15 في المئة.

بدوره، انخفض المؤشر الرئيسي في بورصة ميلانو بنسبة اربعة في المئة، كما خسرت بورصة بلجيكا اكثر من خمسة في المئة.

اما بورصة اوسلو التي تهيمن عليها المواد الاولية فقد خسر مؤشرها ستة في المئة.

اما بورصة لندن فتراجعت بنسبة اكثر من اربعة في المئة ظهرا بعد انخفاض نسبته اثنين في المئة صباحا.

وقال المحلل الاقتصادي من مؤسسة «هارغيفز لانسداون»، ريتشارد هانتر، ان «مساهمة الصين في تباطؤ دولي محتمل زعزعت مجددا الاسواق هذا الصباح».

كذلك، سجلت مؤشرات الاسواق الاميركية انخفاضا كبيرا لدى بدء التداول امس. وخلال ثلاث دقائق من بدء التداول سجل مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 15,537 نقطة بانخفاض (5,60 في المئة). اما مؤشر ستاندر اند بورز لاسهم 500 شركة فقد انخفض 91,65 نقطة (4,65 في المئة) ليصل الى 1879 نقطة، فيما هبط مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا بمقدار 368 نقطة (7,83 في المئة) ليسجل 4337 نقطة.

هذا وبلغ اليورو اعلى مستوى له منذ منتصف كانون الثاني وتجاوز 1,17 دولارا مستفيدا من هروب المستثمرين من العملة الاميركية والعملات الاخرى غير المستقرة على خلفية القلق حيال الاقتصاد الصيني.

وقرابة الساعة 13,10 بتوقيت غرينيتش، بلغت العملة الاوروبية الموحدة 1,1714 دولار في اعلى مستوى منذ 15 كانون الثاني قبل ان تتراجع الى 1,1650 دولارا.

اما في موسكو، تراجعت قيمة الروبل الى ادنى مستوياتها اذ تخطى اليورو 80 روبل والدولار 70 ، كما تراجع مؤشر البورصة «ار تي اس» اكثر من 4 في المئة عند افتتاحه.

ويثير تراجع قيمة الروبل الخشية من زعزعة جديدة في بلاد اقتصادها في حالة ركود بعد اشهر من تراجع كبير في انشطته.

وفي ما يتعلق بالبورصة، تراجع مؤشر «ار تي اس» للاسواق المالية 4,21 في المئة، في حين تراجع مؤشر ميسكس الروسي 1,76 في المئة.

وبذلك تكون البورصة الروسية لحقت بركب الاسواق المالية الآسيوية والاوروبية التي تأثرت بتباطؤ الاقتصاد الصيني.

وفي نيويورك، أغلق سعر برميل النفط دون 40 دولارا للمرة الاولى منذ 6 أعوام، متأثرا بتراجع كبير للاسواق الصينية والقلق الناتج من عودة ايران الى الاسواق. وخسر سعر برميل النفط تسليم تشرين الاول 2,21 دولارين ليغلق على 38,24 دولاراً في تراجع لم يسجله عند الاغلاق منذ شباط 2009.

لكن المحلل زان تشانغ في هايتونغ للاوراق المالية قال ان الاسواق تراجعت لكن يجب الوصول الى «القاع» مضيفا، «هناك مجال لمزيد من الانخفاض».

واقتصاد الصين المحرك الرئيسي للنمو العالمي، لكنه عانى العام الماضي من اضعف وتيرة منذ 1990 كما تباطأ اكثر العام الحالي مع نسبة سبعة في المئة في الفصلين الاول والثاني.

وتحاول بكين اعادة التوازن الدقيق لتحقيق نمو اكثر استدامة يحركه الاستهلاك، والهدف عدم التباطؤ اكثر بشكل يؤثر على نمو الوظائف.

والهدف من خفض قيمة اليوان اعطاء المصدرين الصينيين، القطاع الرئيسي في الاقتصاد، دفعة تجعل منتجاتهم ارخص في الخارج.

والمخاوف من تباطؤ النمو في ثاني اقتصاد في العالم تأججت الجمعة مع تراجع مؤشر رئيسي لنشاط الصناعة التحويلية، الى ادنى مستوى له خلال 77 شهرا.

وقد انخفضت الاسهم الاميركية والاوروبية بعد تلك البيانات، مع تسجيل مؤشر داو جونز اكبر تراجع في يوم واحد خلال اربع سنوات، كما ان جميع المؤشرات القياسية في وول ستريت فقدت اكثر من ثلاثة في المئة من قيمتها.

وقال كيان كيمين من شنوان هونغ يوان للاوراق المالية في اشارة الى بورصة شنغهاي ان «السوق تتجه الى مزيد من الانخفاض. فدخول صناديق التقاعد سوف يستغرق وقتا طويلا».