IMLebanon

أبعاد داخلية واقليمية خلف الرسالة التصعيدية في الشارع!

beirut-manifestation-10

 

أوضحت مصادر سياسية متابعة لمآل الاوضاع الداخلية، لا سيما المستجد منها بعد أزمة النفايات واستخدام ورقة الشارع التي كانت شبه محظورة حتى الأمس القريب مع التظاهرات المحدودة المفاعيل لـ”التيار الوطني الحر”، رفع “حزب الله” الغطاء عن هذه الورقة متلطيا خلف ملف النفايات، الى عوامل عدة بعضها محلي لكن القسم الاكبر اقليمي يرتبط بالتجاذبات حول المرحلة السياسية لما بعد الاتفاق النووي المتصلة في جزء منها بمد وجزر العلاقات بين ايران ودول الخليج من جهة ومحاولة طهران استدراج الولايات المتحدة الاميركية الى الدخول في مفاوضات مباشرة حول ازمات المنطقة بعدما اوكلت المهمة الى دول اوروبية وروسيا التي تتولى تسوية الملف السوري في شكل خاص.

المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، لفتت الى أن “حزب الله” أراد توجيه رسالة “لمن يهمه الامر”بأن منطق فائض القوة ما زال ساريا ومتحكما بالاستقرار على الساحة الداخلية، وعلى سائر الفرقاء الانصياع الى رغباته، وأن من يقف خلفه من قوى اقليمية، أي ايران وسوريا، ما زال بدوره ممسكا بزمام الامور في ساحات المنطقة لا سيما الساحة اللبنانية ومستعد لتفجيرها اذا ما اقتضت الظروف، علما ان مصلحته راهنا لا تذهب نحو التفجير وتكتفي بهز العصا للمعنيين باستقرار لبنان.

وأشارت في الوقت نفسه الى تقاطع مصالح سياسية في الداخل سيحول دون انزلاق الوضع الى التدهور ومؤشراته برزت بدخول قوى سياسية على خط التظاهرات من خلال تبني مطالبها وفي الوقت نفسه التحكم بادارة الحملات التي تحركها كـ”طلعت ريحتكم” و”بدنا نحاسب” والحراك الشعبي في بعض قرى عكار، ودس عناصر الشغب للايحاء بان التظاهرات خطيرة وابعادها تخريبية بما يبعد اللبنانيين عنها ويسخّفها ويسحب فتيل اسبابها الموجبة، فتبقى بذلك شبكة مصالح هذه القوى مؤمنة، وما اتهام بعض القوى السياسية بدس عناصر تابعة لها بين المتظاهرين سوى الدليل الى هذا المنحى.

وأوضحت المصادر ان ايران فقدت اوراقها الضاغطة في اليمن بعد دحر الحوثيين في اتجاه صعدة والعراق مع تأييد رئيس التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر والمرجع الشيعي السيد علي السيستاني مواقف ومشروع رئيس الحكومة حيدر العبادي الاصلاحي الذي لا يماشي سياسة ايران وهو ما انعكس توترا في العلاقات بين العبادي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني وارتفاع اصوات وشعارات مناهضة لها في النجف وبغداد “ايران برا برا العراق حرة” وسوريا حيث لم يعد النظام يسيطر سوى على 20 في المئة من الارض، وهذه العوامل مجتمعة حملتها على تحريك ورقة لبنان الوحيدة المتبقية لتوجيه الرسائل، وهو ما عكسته المعلومات في شأن الاتصال الاميركي بايران لتهدئة الساحة اللبنانية.

وتتوقع المصادر في ضوء هذه المعطيات، ان تستعيد الساحة الداخلية هدوءها في وقت غير بعيد لكون المظلة الدولية للاستقرار الداخلي ما زالت تظلل لبنان وامنه بما يقطع الطريق على محاولات جره الى اتون البركان الاقليمي المشتعل من خلال تعميم الفوضى والشغب، ويبرز موقف حزب الله القائم على عدم الرغبة بتطيير الحكومة السلامية ولو ان وزراءه تضامنوا مع حلفائهم في التيار الوطني الحر، الرغبة الضمنية بعدم التصعيد الى حدود الانفجار خصوصا اذا ما تمت قراءة المواقف والتحركات الدولية التي برزت في الساعات الاخيرة ومن بينها ترحيب مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان ببدء حوار مع المملكة العربية السعودية للمساعدة في اعادة السلام والاستقرار الى المنطقة وزيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى واشنطن مطلع ايلول المقبل للقاء الرئيس باراك اوباما الى جانب ترحيب العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين بالدور المهم الذي تلعبه روسيا في الحل السوري، اثناء اجتماعه في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين.