رأى عضو كتلة المستقبل النائب د. خضير حبيب ان الرئيس تمام سلام لا يحسد على موقفه، فهو يعاني الامرين من وجود وزراء تكتل التغيير والاصلاح في الحكومة الذين لم يظهروا على طاولة مجلس الوزراء سوى العرقلة والمناكفات السياسية ووضع العصي في الدواليب، في وقت تحتاج فيه الحكومة الى تكاتف كل المكونات السياسية فيها لاخراج البلاد من تداعيات عدم انتخاب رئيس للجمهورية ووقف التدهور الحاصل على كل المستويات، لاسيما على المستوى البيئي الذي بات يهدد كل مواطن الى اي فئة او طائفة انتمى، مشيرا تبعا لما تقدم الى ان المطلوب من الوزراء المعطلين للحكومة وضع اجندتهم الخاصة جانبا والتعاطي مع الرئيس سلام بموضوعية وبمسؤولية وطنية قبل سقوط سقف الهيكل فوق رأس الجميع.
ولفت حبيب في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان الجميع يتفهم صعوبة الموقف الذي وضع فيه الرئيس سلام والذي دفع به الى التلويح بالاستقالة.
لكن استقالة رئيس الحكومة تقدم بحسب الدستور الى رئيس الجمهورية، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه “لمن سيقدم الرئيس سلام استقالته في غياب او تغييب الرئيس عن المعادلة اللبنانية؟”، مستدركا بالقول: الرئيس سلام يعي انطلاقا من حسه بالمسؤولية الوطنية الملقاة على كتفيه ان استقالته ستوقع البلاد في جدل دستوري نعرف بدايته لكننا نجهل نهايته، ناهيك عن ان استقالة الحكومة ستنهي آخر المؤسسات الدستورية العاملة، الامر الذي سيضع لبنان على خطى انهيار الدولة اليونانية وسيتحمل الفريق المعرقل مسؤولية الانهيار امام الله والتاريخ.
واشار النائب حبيب الى ان تسلح التيار العوني بحقوق الطائفة المسيحية لتعطيل الحكومة ما هو الا عنوان شعبوي مموه، خصوصا ان تمثيل الطائفة المسيحية الكريمة ليس محصورا بالتيار العوني، بل هناك احزاب مسيحية عريقة كانت قبل ان يكون التيار الوطني الحر، ولها وجودها الوازن على الساحتين السياسية والشعبية وتحرص على لبنان وعلى المسيحيين حرص الام على اولادها، فمن المؤسف بالتالي ان يقرر التيار العوني عن الرأي العام المسيحي على اختلاف توجهاته وانتماءاته الحزبية، وان يختصر دور المسيحيين الوطني والريادي بما يحقق له الامتيازات السياسية، معتبرا بالتالي ان جل ما يفعله العماد عون هو توظيف حقوق الطائفة المسيحية في خدمة معركته الرئاسية وتأجيج الشارع المسيحي لاغراض شخصية.
وختم حبيب مشيرا الى ان التجارب مع العماد عون منذ توليه رئاسة الحكومة العسكرية لم تبعث يوما على الطمأنينة، متمنيا ألا يقدر له بأخذ لبنان الى الهاوية، معتبرا ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق حليفه حزب الله الذي يدعم العماد عون ويسدد خطاه في تعطيل رئاسة الجمهورية، معتبرا بالتالي ان حزب الله مدعو لاتخاذ قرار شجاع ينقذ لبنان من الغرق بدلا من ان يكون الزورق الذي يتنقل به العماد عون على ضفاف التعطيل.