ترخي اعمال الشغب والتخريب التي تشهدها منطقة وسط بيروت منذ السبت الماضي تداعياتها الخطرة، ليس فقط على الحركة الاقتصادية بكل ابعادها في هذه المنطقة الحيوية فحسب، انما على كل لبنان. ولعل أول الغيث، طلب بعض الدول الخليجية والاوروبية من رعاياها مغادرة لبنان، فيما معظم الناس المحبين لوسط بيروت باتوا يفضلون الابتعاد عن هذه المنطقة «الحساسة امنيا»، ما يفقد المؤسسات ما كانت تجنيه من اعمال قليلة تقيها شر السقوط.
رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، لفت في تصريح الى «المستقبل» الى ان «الوسط التجاري يعاني منذ سنوات، وهذا يظهر جليا من خلال اقفال مئات المؤسسات لا سيما التجارية«، مشددا على ان «ما يحصل اليوم من شأنه ان يزيد الخسائر ويهوي بمئات اخرى من المؤسسات». وأكد ان «ما يحصل ليس صدفة«، سائلا: «هل المقصود ضرب الوسط التجاري»؟، محذرا من ان «الاقتصاد هو اصلا في العناية الفائقة، وان توجيه ضربة له عبر ما يحصل في الوسط، يعني ان المطلوب قتل الاقتصاد وتجويع الشعب اللبناني وانهاء لبنان».
أما نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، فاعلن أن «التطورات الحاصلة في ساحة رياض الصلح أثرت بشكل سلبي على القطاعات السياحية والتجارية والإستثمارية في الوسط التجاري وفي مختلف المناطق اللبنانية». وحذر من «اننا نشاهد تسارعا مرعبا للسياحة ومخيفا للمؤسسات وارتفاعا في الإفلاس، وعجزا كبيرا في المدفوعات«.
وكانت الهيئات عقدت مساء امس اجتماعاً خصص لبحث التطورات الميدانية المستجدة ولا سيما أعمال الشغب الحاصلة في منطقة وسط بيروت.
واعتبر شقير قبيل الاجتماع ان «مَن أرسل المندسّين إلى منطقة سوليدير لافتعال أعمال الشغب، يعرف جيداً كيف يدمّر البلد واقتصاده. وفي المقابل، لا يزال هناك فريق سياسي مصرّ على تطيير الحكومة وعرقلة عملها ولا يقبل بالهبات… لكن الشعب لن يرحم».
وقال ان «ما يحصل في وسط بيروت التجاري من تخريب وتشويه لهذه المنطقة الاقتصادية المهمة التي تشكل محط انظار واعجاب العالم، والتي لا يمكن وصفها إلا بالاعمال البربرية البعيدة كل البعد عن اخلاقياتنا وثقافتنا ووطنيتنا«. وتساءل «هل الوسط التجاري هو لفئة واحدة؟، كلا، الوسط التجاري لكل اللبنانيين. المستثمرون في الوسط هم من كل الطوائف والمذاهب. إذاً لماذا نرى هذا التكسير وهذه الحرائق والكره وهذا الحقد في النفوس«.
وأسف كون «ما يحصل هو جريمة بحق لبنان، وبحق الاقتصاد… جريمة بحق صورة لبنان في الخارج«، مشيرا الى ان «نقل التطورات والصور عبر شاشات التلفزة المحلية والعالمية كان محزنا جدا.. فالـ»CNN« مثلا نقلت ساعة كاملة بشكل مباشر الاحداث التي حصلت في الوسط التجاري«.
وناشد شقير الذين يقفون وراء المندسين، بالقول: «ان ما تقومون به هو عمل اجرامي ارهابي لا يجوز«، متحدثا عن خسائر كبيرة تعرضت لها المنطقة، وقال «كلنا يعرف ان الوسط التجاري يعاني منذ سنوات، وهذا يظهر جليا من خلال اقفال مئات المؤسسات لا سيما التجارية. وما يحصل اليوم من شأنه ان يزيد الخسائر ويهوي بمئات اخرى من المؤسسات». واشار الى ان ان اللبنانيين الذين يشاهدون ما يحدث مباشرة على الهواء لن يقصدوا الوسط ان كان لارتياد المقاهي والملاهي او للتسوق، وهو امر سيصيب المؤسسات التي هي خاوية اصلا بفعل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها. اضاف «ان ما يحصل اليوم هو يأتي بعد تراجع قدرات المؤسسات على الصمود، وبالتالي فانها باتت مهددة بالانهيار».
ولفت الى ان خطورة ما يحصل يظهر بقرار بعض الدول العربية والاوروبية بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان، تخوفا من حصول الاسوأ.
واكد شقير ان «ما يحصل ليس بالصدفة«، سائلا: «هل مقصود ضرب الوسط التجاري»؟، ومحذرا من ان ضرب الوسط يعني ضرب بيروت وضرب الاقتصاد. وهو لا يؤدي الى ضرب المؤسسات التجارية في الوسط فحسب، انما ايضا سيضرب ما تبقى من اقتصاد.. فعندما تضرب القلب يعني انك تضرب كل الجسم على مساحة الوطن«.
ولفت الى ان «الاقتصاد هو اصلا في العناية الفائقة، وان توجيه ضربة له عبر ما يحصل في الوسط، يعني ان المطلوب قتل الاقتصاد وتجويع الشعب اللبناني وانهاء لبنان«.
وسأل شقير، «لماذا فتح ملف النفايات في عطلة الصيف، لماذا لم يتم تأخيره الى ما بعد العطلة؟. لماذا منذ عام 1992 وحتى الآن، لا يفتعل اعداء الوطن المشكلات الا في موسم الصيف؟، هل هذا يحدث بالصدفة؟ اكيد لا، ليس بالصدفة«.
وبالنسبة للتطورات المتوقعة، قال: «لا شك انه يبقى هناك حكماء ونحن نعول عليهم»، محذرا من انه «إذا طارت الحكومة طار ما تبقى من شرعية في لبنان«. وشدد على وجوب « المحافظة على الحكومة وعلى الأمن وانتخاب رئيس جمهورية، و«كل من يعطل انتخاب الرئيس هو خائن وعدو هذا البلد«.
الرامي
من جهته، نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، اعلن أن «التطورات الحاصلة في ساحة رياض الصلح أثرت سلبا على القطاعات السياحية والتجارية والإستثمارية في الوسط التجاري وفي مختلف المناطق اللبنانية«. وأوضح أن «الفنادق العاملة في الوسط التجاري تأثرت بشكل مباشر وانعكس ذلك على حركة المطاعم المتبقية في الوسط التجاري، وحركة الاستثمار التي تتريث في المباشرة أو إطلاق استثماراتها»، مؤكدا أن «أصحاب المطاعم والملاهي والمقاهي يشعرون بإحباط من جراء هذه الأحداث التي أثرت على الحركة السياحية التي كانت معقولة وكان يمكن ان تمتد حتى أواخر أيلول المقبل مع عيد الأضحى في 23 أيلول المقبل«.
وقال الرامي: «ها هو لبنان يحل به الظلام كل سنة، وتنعدم فيه الآفاق في المواسم، وتغيب عنه الرؤية في كل الفصول. ولأن الكوارث والويلات تحل في المؤسسات السياحية من كل مكان ومن كل الاتجاهات. ولأن خيرة الشباب اللبناني المنتج أصبحت في بلاد الترحال والإغتراب. ولأن المجرم اصبح يحاكم القاضي في لبنان والغياب سيد التشريع، فكيف الاستمرار والسائح والمغترب يسمع ويشاهد على الشاشات كل هذا الدجل والنفاق؟ كيف يأتي ليرتاح والشوارع أصبحت مسرحا للنفايات، والساحات ميادين للمبارزات العشوائية والغوغائية؟«.
واضاف: «إننا نشاهد تسارعا مرعبا للسياحة ومخيفا للمؤسسات وارتفاعا في الإفلاس، وعجزا كبيرا في المدفوعات. فلماذا يا سادة تريدون منا أن نشيع الإبداع، ونعزي بالوطن الذي لم يعد وطن الانسان«. وختم: «كفى، إرفعوا أيديكم عن لبنان ولا تدعوا الله يخرج من لبنان».