Site icon IMLebanon

الفوضى..مطلوبة إيرانياً ومسموحة أميركياً!

beirut-manifestation-2

 

 

تتخوّف اوساط سياسية في بيروت من تزايُد مظاهر الاحتجاج اليومي ودخول قوى سياسية على خط المطالب الاجتماعية، وهو ما تجلى أول من أمس، بظهور وجوه يسارية وحزبية عتيقة في التظاهرة التي نظمتها حملة “بدنا نحاسب” في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، والتي لم تنته على خير، اذ شهدت الساحة ليل أول من أمس، إطلالة تخريبية جديدة لشِلل المشاغبين الذين كانوا اندسوا في الايام السابقة، والذين اصطدموا مجدداً بالقوى الامنية بعد مباشرة عملية إزالة الجدار الذي كان وُضع الإثنين الماضي، لعزل السراي الحكومي عن منطقة التظاهر.

وعمد المخرّبون الى تكسير واجهات عدد من المحال التجارية وأمطروا القوى الامنية بوابل من الحجارة وعبوات المياه والمفرقعات والقناني المملوءة بالبنزين، ما أدى الى أعمال كرّ وفرّ في اتجاه ساحة الشهداء، قبل ان ينكفئوا قبيل منتصف الليل الى منطقة “الخندق الغميق”.

وعلى وقع هذه التطورات، كثرت التفسيرات لخلفيات الهبّة الشعبية وما يرافقها من أعمال شغب، وابرزها بحسب “الراي”:

– اعتبار اوساط قريبة من “14 آذار” ان “الانتفاضة المطلبية قد تكون مطية تستغلّها جهات سياسية وحزبية من خلال أعمال الشغب والتخريب، تمهيداً للانقلاب على النظام واتفاق الطائف وما تبقّى من الشرعية اللبنانية”. علماً ان الامانة العامة لهذه القوى اعلنت امس: “لن نسمح بأن يدخل لبنان في المجهول من قبل أحزاب وسرايا وحشود لا علاقة لها بالمطالب المحقّة بل بحسابات إقليمية”.

– تعاطي بعض الدوائر المراقبة مع هذا الحِراك على انه “في إطار تسخين الوضع اللبناني وتهيئته لمرحلة تسويات ما، تبدأ من الملف الرئاسي، وبما يضع كل القوى السياسية الداخلية امام حتمية السير بحلول وسط، تنقذ البلاد من الانهيار”، في ظل غمز هذه الدوائر من قناة ان “الحلّ قد يكون بالتفاهم على تولي قائد الجيش العماد جان قهوجي الرئاسة الاولى”.

– قراءة اوساط سياسية ما يجري في لبنان على انه “رسالة ايرانية تحذيرية، على خلفية ما يشهده العراق من ملامح تمرُّد على الإدارة الايرانية للملف العراقي من بوابة مطلبية، بمعنى ان طهران تحاول توجيه إنذار لخصومها الاقليميين بأن اي محاولة للعب بالساحة العراقية سيقابله نسف لقواعد الاشتباك التي وُلدت على اساسها حكومة ربْط النزاع الحالية”.

– ارتياب من تصدُّر رموز موالية للنظام السوري وتعارض إسقاط النظام في سوريا، الحركة الاحتجاجية في بيروت، وتحريضهم على إسقاط النظام في لبنان، وهو ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي التي قيل فيها “لم يكن ينقص هؤلاء إلا (الوزير السابق المدان بملف التخطيط لتفجيرات فتنوية في شمال لبنان بالتواطؤ مع اللواء السوري علي المملوك) ميشال سماحة”.

– عدم تواني دوائر قريبة من “8 آذار” عن اعتبار ان “ما يشهده الشارع من (توتير) خلال التظاهرات، هو استكمال لقرار عزْل عون وكسره، والذي يراد منه فعلياً استهداف (حزب الله)”، لافتة الى ان “قوى (14 آذار) تستفيد من الانفلات الامني الذي يلوح في الأفق، لمحاولة فرض رئيس للجمهورية بتوقيتهم”.

وصرّح النائب مروان حماده لـ”النهار”: “إن المطلوب هو الفوضى إيرانيا ومسموح بالفوضى أميركيا”.