نجلة حمود
لما كان السعي لتوفير حقوق الانسان أحد أهم الأسباب التي قامت من أجلها الأمم المتحدة، والتي دأبت على مدى 70 عاما الى التخفيف من مآسي الشعوب عبر وضع الأطر القانونية لاحتواء وحل الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، كان من الطبيعي أن تختار الأمم المتحدة محافظة عكار من ضمن المناطق التي سوف تحيي فيها عيدها السبعين.
حضرت الهواجس الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في العيد السبعين، فشعار «أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل» يتطلب الكثير من الجهود من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها التي تقوم بمجموعة كبيرة من الأعمال التي تمس جميع جوانب حياة الناس في أنحاء العالم، منها: بقاء الطفل، حماية البيئة، حقوق الإنسان، الصحة والبحوث الطبية، التخفيف من الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية، التعليم، الاهتمام بالأسرة، اليد العاملة وحقوق العمال.
وعلى رأس هذه الهواجس كانت محافظة عكار التي أخذت حيزا كبيرا من كلمة «منسق أنشطة الأمم المتحدة» في لبنان، فيليب لازاريني الذي أكد «أن منطقة عكار عانت من نقص مزمن في الاستثمار ومستويات متزايدة من الفقر، كما عانت أيضًا من تداعيات الصراع السوري إلى لبنان، لافتا الى أن 27.4 في المئة من إجمالي سكان المنطقة هم من اللاجئين القادمين من سوريا. إضافة إلى ذلك، تم تصنف حوالي 150000 مواطن لبناني في مرتبة المحرومين. وقد عانت المنطقة أيضًا من القصف عبر الحدود مما أدى إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية والتجارية.
وأكد فيليب لازاريني خلال احتفال فعاليات «الأمم المتحدة 70 عاماً من أجل لبنان»، الذي أقيم برعاية محافظ عكار عماد لبكي، وبحضور وفود من منظمات الأمم المتحدة، ورؤساء اتحادات بلديات عكار وفاعليات في بلدة ببنين، «أن هذه مناسبة لإعادة التأكيد على التزام كل واحد منّا بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، لافتا الى أن الميثاق يستهل بـ «نحن، شعوب الأمم المتحدة»، ونحن هي كل واحد منا، شعب لبنان وشعب عكار. والميثاق هو ميثاق طموح ولا يهدف إلى ما هو أقل من الحفاظ على السلام والأمن والتنمية في العالم وضمان التمسّك بالقواعد والمعايير والقيم الدولية».
كما أكد «أننا نجدد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الشعب وبالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء والأمم الكبيرة منها كما الصغيرة، لكي نمارس التسامح ونعيش بسلام مع أنفسنا ونمارس حسن الجوار ولنضم قوانا كي نحافظ على السلام والأمن الدوليين».
من جهته، أكد لبكي أن «عكار تشهد من بداية الأزمة السورية وجودا أكبر للأمم المتحدة، وخصوصا بوجود النزوح السوري وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناتجة من هذه الأزمة، التي ارخت بثقلها على مجتمعاتنا، ولذلك علينا ان نكون مستعدين دائما لمجابهة كل التحديات الى حين انتهاء الحرب السورية».
وشدد على «أن وجود الأمم المتحدة في عكار اساسي وضروري، ولولا هذا الوجود وخصوصا في ظل هذه الازمة التي نحن فيها لكان الوضع أكثر تأزما وأكثر مأساويا».
ودعا لبكي الى «تطوير التعاون وتعزيزه أكثر وأكثر لبلورة وتنفيذ المشاريع الإنمائية والتربوية الحيوية لمساعدة ابناء عكار على تخطي هذه الأزمة ودعم صمودهم او بقائهم في ارضهم، بالعمل كفريق واحد متضامنين، مع كل فاعليات المنطقة والمجتمع المدني».
وأضاف: «لقد عملنا على تأسيس المكتب اللبناني للتنمية LDO، لنكون على علاقة وتنسيق مباشر مع كل الجمعيات والمؤسسات العاملة في عكار، إضافة إلى تنظيم العمل مع البلديات ومؤسسات الأمم المتحدة لتحقيق الأهداف المشتركة».