لم ينجُ الاستقلال اللبناني من غوغائية بعض المشاغبين الذين استغلوا الحِراك المطلبي في وسط بيروت لـ “الانتقام” من رجل الاستقلال الاول رياض الصلح ورجل الاستقلال الثاني رفيق الحريري.
وإذا كانت أعمال الشغب التي تقوم بها مجموعات مخرّبة تندسّ بين المشاركين في التجمعات اليومية التي تشهدها ساحة رياض الصلح تحت عناوين مطلبية وسياسية، تحمل نفَس كراهية على قلب العاصمة اللبنانية ووجهها الجديد الذي رسمته “سوليدير” في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، فإن الأكثر نفوراً كان التعرض لتمثال رياض الصلح في الساحة التي تحمل اسمه قبالة السرايا الحكومية ،وذلك بعد كتابة عبارات نابية على صور الرئيس رفيق الحريري المرفوعة عند احد جدران مسجد محمد الامين الذي يحتضن ضريحه في ساحة الشهداء.
فتمثال رياض الصلح، الذي كان اغتيل العام 1951 في الأردن ،والذي ينتصب في وسط بيروت على شكل مجسم بارتفاع اكثر من خمسة أمتار، وُضع في مرمى المخرّبين في الايام الثلاثة الماضية مرتين: الاولى عندما تمّت تغطية رأسه والطربوش الذي يعتمره بـ “سطل الزبالة”، قبل أن تعمد الأيدي الآثمة وأمام شاشات التلفزة الى تشويه التمثال عبر دهن البويا ورش الـSpray عليه.
وبدا رياض الصلح، الذي كان تمثاله رُفع في وسط بيروت للمرة الأولى العام 1957، حزيناً وهو يشاهد “ولاد البلد” وكأنهم يغتالونه مرة ثانية، هو الذي كان أيضاً مع بدايات الحرب الأهلية (العام 1975) “هدفاً” لأعداء الاستقلال ورموزه الذين لم يتوانوا عن “فتح النار” عليه ليهوي في قلب العاصمة ويُنقل الى دمشق حيث أمر بترميمه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ليعود الى بيروت العام 1998.