فيما تبدو ارضية عقد لقاء الاقطاب الموارنة الاربعة في بكركي غير جاهزة بعد لكونها تتعثر بمطبات سياسية لا تلغي فرص انعقاده لكنها على الاقل، لا تؤشر الى انه في المدى القريب المنظور ، كشفت “وكالة الأنباء المركزية” ان القمة الروحية الجامعة ستنعقد في الصرح البطريركي الاثنين المقبل بمشاركة واسعة وجدول اعمال من بند واحد تحت عنوان “معا ضد الفراغ الرئاسي”.
وتشير المعلومات الى ان الاتصالات التي دارت بين بكركي وسائر المقار الروحية افضت الى توافق على عقد القمة في اسرع وقت نظرا لحراجة المرحلة ، وخشية تدهور الوضع الامني في ظل ما تشهده الساحة الداخلية من موجات احتجاج وتظاهرات على خلفية ملف النفايات، ودخول السياسة على خطها واستغلالها من جانب “الطابور الخامس” وفق ما اظهرت التحقيقات اذ تبين وجود فلسطينيين وسوريين وسودانيين ممن تسببوا باعمال الشغب، بما بات يقتضي الالتقاء حول كلمة سواء ورفع الصوت على اعلى المستويات الروحية من خلال صدور بيان عالي السقف، من اجل وضع حد للانزلاق نحو الكارثة الوطنية وتصويب الامور من خلال خريطة طريق اول بنودها انتخاب رئيس جمهورية.
ومع ان مصادر المعلومات تؤكد ان الاتصالات لم تنقطع من اجل عقد لقاء للاقطاب الموارنة والنية ما زالت متوافرة لدى الجميع، والطرح واحد من بين الخيارات التي كانت بكركي ادرجتها على اجندة خياراتها لتطويق ذيول الوضع المتدهور ، غير ان الظروف التي واكبت اتصالات القمة الروحية لم تنسحب على تلك التي نشطت على مستوى جمع السياسيين المسيحيين الاربعة لجملة عوامل، لعل ابرزها ان البطريرك الراعي الذي “اكتوى من جمر” عدم التزام البعض بما صدر من اللقاء الاول، او حتى استغل غطاء بكركي لترشيحه من دون ان يعود اليها للتشاور في مرحلة ما بعد هذا الترشيح العقيم، وفق ما اثبتت المعطيات على مدى عام وثلاثة اشهر لم يتمكن خلالها من تأمين ظروف انتخابه، ليس في وارد تكرار فصول هذا السيناريو، وانه سيحدد على الاقل بعض النقاط – الشروط الواجب الالتزام بها قبل ان يعيد فتح ابواب بكركي امام اكثر المعنيين بالاستحقاق والمفترض ان يكونوا الاكثر حرصا عليه.
الا ان الحزم البطريركي لا يعني بحسب المصادر قطع الطريق على اللقاء، لكنه يحرص على ان يكون منتجا ومجديا بعدما بلغت الامور حدا لم يعد من الممكن معها التساهل والتراخي وارضاء الخواطر في بلاد تبدو متجهة انحداريا بسرعة قياسية نحو الانهيار، اذا لم يستدرك القادة والمسؤولون الامور ويقدموا المصلحة الوطنية على الانانيات ، وعوض التلهي بقضايا ثانوية ومطالب قد تكون محقة لكن الوقت ليس وقتها فليذهبوا الى انتخاب رئيس جمهورية يعيد البلاد الى دورة عملها فيشكل حكومة منتجة ويكمل عقد المؤسسات الدستورية. وفي السياق، بدا لافتا اجتماع الراعي بالنائب ميشال عون في بكركي ظهرا من دون الاعلان عن مضمونه.
في الاثناء، توضح المصادر لـ”المركزية” ان بكركي تستكمل مشاوراتها مع عدد من الدبلوماسيين بهدف الضغط على حكوماتهم لابقاء مظلة الاستقرار الامني مفتوحة فوق الساحة ا اللبنانية ومنع انزلاقها الى الفوضى الهدامة الى حين نضوج التسويات السياسية لدول المنطقة وتمرير المرحلة باقل قدر من الخسائر.