IMLebanon

تجربة «تويتر» السيئة تبقي شركات التكنولوجيا بعيدا عن «وول ستريت»

twitter-NYSE
توم بريثويت

“أخيرا انتهينا!” هذا ما كتبه أنتوني نوتو، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في مجال التكنولوجيا في جولدمان ساكس في ذلك الحين، على موقع تويتر. وكان نوتو قد ساعد على جلب تويتر إلى السوق وكان أول يوم لها من التداول دون أخطاء كالتي شوهت عملية الاكتتاب العام الأولي لفيسبوك في العام السابق. ليس هذا فحسب، ولكن الأسهم قفزت 72 في المائة.

منذ ذلك اليوم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، أصبح نوتو كبير الإداريين الماليين في تويتر، وعانت الأسهم من تراجع طال أمده. ويوم الخميس الماضي انخفضت إلى أقل من سعرها في عملية الاكتتاب العام الأولي. وقد اختار نوتو عدم نشر رد فعله على موقع تويتر.

لقد عانت شركة تويتر صعوبات مميزة – تباطؤ النمو في عدد المستخدمين، وتساؤلات حول قدرتها على الاستفادة ماليا من أعداد جمهورها، واضطرابات إدارية – لكن مسارها بوصفها شركة عامة ليس أمرا غير مألوف بالنسبة لعمليات الاكتتاب العام الأولي في مجال التكنولوجيا، وهي تقف في تناقض صارخ مع استمرار فترة ارتفاع التقييمات لكثير من نظرائها في القطاع الخاص.

لا بد أنه من المغري لشركة تويتر أن تعتقد أنه كان بإمكانها البقاء شركة خاصة في الوقت الراهن. العشب أكثر خضرة على الجانب الآخر والشركات الناشئة التي تعرف باسم “وحيدات القرن” – الشركات الناشئة مثل أوبر التي تزيد قيمتها على مليار دولار – تتغذى بشهية عليه. الأسواق العامة تجلب مزيدا من الإفصاح المالي، والمزيد من التدقيق العام، والمزيد من الموظفين المشتتين الذين يتفحصون بفارغ الصبر مؤشر الأسهم.

ريت والاس، المؤسس المشارك لشركة تريتون للأبحاث، التي تركز على عمليات الاكتتاب العام الأولي، يقول إن الضيق الذي تشعر به شركات التكنولوجيا العامة التي أدرجت حديثا ينبغي أن يجعل المسؤولين التنفيذيين يتساءلون: “هل من المنطق أن تكون الشركات التي تقدم طرحا طويل الأمد معرضة لسوق التداولات الخوارزمية السريعة التي تتم في أجزاء من الألف من الثانية؟”.

ويشير إلى شركة كاستلايت هيلث، التي تقدم البرمجيات لمساعدة الشركات على إدارة الإنفاق على الرعاية الصحية للموظفين، التي ارتفعت أسهمها من 16 دولارا إلى 39.80 دولار في أول يوم من التداول في آذار (مارس) العام الماضي، وهي الآن أقل بنسبة 85 في المائة. في الأسبوعين الماضيين، في الوقت الذي ربما كان فيه المسؤولون التنفيذيون في الشركة على الشاطئ، عقدوا لقاءات حول تقارير الأرباح – تم إرسال محللين بديلين عنهم – بعد ذلك سافروا لحضور مؤتمرين من مؤتمرات المستثمرين في محاولة لبث الروح في الأسهم. الجولات الترويجية لا تتوقف أبدا. يقول والاس، مشيرا إلى أن الشركة يمكن في النهاية أن تفشل، أو تنجح، لكنها تحتاج إلى الوقت من أجل بناء الزبائن: “إن شركة كاستلايت قد تكون خير مثال على عدم التطابق بين الآفاق الزمنية لخطة الأعمال وبين قاعدة المستثمرين. عمليات تمويل النمو في السوق العامة محفوفة بالمخاطر”.

الشركات ربما فهمت تلك الرسالة. فقد تباطأت عمليات الاكتتاب العام الأولي في مجال التكنولوجيا. وبحسب بيانات شركة ديلوجيك، منذ بداية العام حتى الآن جرت 19 عملية فقط، مقارنة بـ 46 بحلول مثل هذا الوقت من العام الماضي، على الرغم من أن السوق الأوسع بقيت حميدة معظم الوقت.

كاثلين سميث، رئيسة مجلس إدارة شركة رينيسانس كابيتال، تعزو ذلك إلى حلقة مفرغة من الطلب الضعيف بين المستثمرين في القطاع العام وليس حلقة قوية من المستثمرين الصاخبين في القطاع الخاص. “يقول بعض الناس إنهم يشعرون بالكآبة لأن الشركات لديها الكثير من الخيارات وهناك الكثير من رأس المال الذي يتدفق في الجوار ليبقى في القطاع الخاص – وهذا صحيح – لكنني أعتقد أن أحد الأسباب هو أن مستثمري عمليات الاكتتاب العام الأولي ليسوا مهتمين. إنهم لا يريدون رؤية Pets.com أخرى ـ الرمز الأساسي للسهم الكارثي لفقاعة الدوت كوم عام 2000».

الآن، مع كون السوق في وضع عدم المخاطرة، فإن معظم عمليات الاكتتاب العام الأولي الأخيرة تعاني. هناك مثال رائع يأتي من الرسم البياني للصندوق الذي يتم تداوله في البورصة لعملية الاكتتاب العام الأولي التي تديرها شركة رينيسانس كابيتال، التي تفوقت بشكل مريح على السوق الأوسع لمعظم العام حتى تموز (يوليو) عندما انخفضت إلى أدنى من مؤشر ستاندرد آند بورز 500. ويرى سميث أنه مقياس هادئ، مشيرا إلى أن المستثمرين بإمكانهم تخفيض قيمة الصندوق الذي يتم تداوله في البورصة إذا أرادوا ذلك.

ضعف التكنولوجيا قد يؤثر في عمليات الاكتتاب العام المحتملة في مجال التكنولوجيا المالية، مثل شركة فيرست داتا آند سكوير، التي يديرها الرئيس التنفيذي المؤقت في تويتر، جاك دورسي. وربما تعمل السلبية أيضا على اعتراض عمليات إدراج أخرى مخطط لها، مثل نيمان ماركوس، وفيراري، وألبيرتسون، وبيتكو، وسول سايكل.

أما بالنسبة لشركات التكنولوجيا الخاصة ومستثمريها، فإن بعضهم قد ينظر خلسة من فوق سياج تويتر وهم يظنون أن العشب أكثر خضرة هناك؛ وقد يندمون لعدم اغتنامهم عملية الاكتتاب العام الأولي عندما كانت الفرصة متاحة لهم.

وهم ليسوا في مأمن من الشعور بالإحباط في السوق. هناك خطر يحيط بالافتراض المتغطرس إلى حد ما بأن المستثمرين في القطاع العام دائما سيكونون موجودين لدفع كامل المبلغ من أجل “مناسبة جمع السيولة”، وذلك للسماح للمستثمرين والمؤسسين والموظفين بالاستفادة بعد أن تكون عدة جولات من جمع التمويل الخاص في المرحلة الأخيرة.