IMLebanon

أزمة النفايات..نحو الأسوأ!

beirut-waste

 

ذكرت صحيفة “السفير” أنه وبعدما رفض مجلس الوزراء نتائج المناقصات في شأنها، من دون وجود أي رؤية حكومية لبدائل معينة، وفي ظل تعثر الاقتراحات المرحلية لمعالجة الأزمة، عادت أكوام القمامة لتحتل شوارع العاصمة، نتيجة امتلاء المكب المؤقت في الكرنتينا وتلاشي قدرة المعامل على المعالجة، بالترافق مع دخول إضراب عمال شركة «سوكلين» يومه الثالث.

وفي عكار استمر الاستنفار لدى العديد من الاوساط الشعبية رفضا لنقل نفايات العاصمة الى المنطقة، وسط اتساع دائرة المعترضين على مقايضة النفايات بمبلغ 100 مليون دولار، فيما أبدت أوساط عكارية أخرى موافقتها على «العرض» انطلاقا من ان إيجاد مطمر صحي مجهز يبقى أفضل من الاستمرار في اعتماد المكبات العشوائية من دون أي إجراءات وقائية.

ويمكن القول ان «تيار المستقبل» هو المحرج الاكبر في عكار، بعدما فتحت المساومة بين النفايات والـ100 مليون دولار دفاتر الماضي وسجلات الوعود التي لم تأخذ طريقها نحو التنفيذ، ما أوجد أزمة ثقة انعكست تساؤلات في الشارع العكاري، من قبيل ما الذي يضمن أن يُصرف المبلغ المرصود للمنطقة في مقابل نقل النفايات اليها، وماذا يضمن النزاهة في الإنفاق وتفادي الهدر، ولماذا لا يستفيق البعض على عكار إلا في الأزمات، وكيف يمكن ضمان ألا يتحول المطمر المفترض الى مطمر ناعمة آخر؟.

وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة للداعين الى معالجة أزمة النفايات، لم يشعر هؤلاء بالنصر الكامل بعد إلغاء المناقصات التي كانوا يعتبرونها غير سليمة وفيها الكثير من المحاصصة.

وبين المقترحات والمطالب التي لا إجماع عليها، ما يتعلق بترك إدارة هذا الموضوع للبلديات بعد تحرير أموالها، والفرز من المصدر بالتعاون مع هذه البلديات، وهو ما يعتبرونه الحل الأمثل لأزمة النفايات. بينما يرى آخرون من الخبراء والناشطين المخضرمين حول هذا الملف، ان البلديات لا تستطيع وحدها ان تدير مخلفاتها، وأن لا خطط ناجحة تضعها الدولة من دون إشراكها بالحل في الوقت نفسه. ما يعني ان على الدولة ان تضع الإستراتيجيات والخطط لإدارة هذا الملف وغيره من الملفات البيئية، كإدراة النفايات السائلة (مياه الصرف) او الردميات، من ضمن خطة مركزية، تُلحظ فيها دور البلديات في المراقبة والتوظيف وإدارة عمليات الفرز والجمع.

في هذا الإطار، طلب محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل من القائمقامين الإيعاز الى البلديات واتحادات البلديات إبلاغ المصانع والمعامل والمخازن والمحال التجارية والوحدات السكنية بضرورة التقيد بآلية فرز النفايات من المصدر وإيجاد أمكنة مؤقتة لنقلها اليها.

في غضون ذلك يواصل عمال شركة «سوكلين» إضرابهم لليوم الثالث على التوالي، وقد اوضح بعضهم لـ«السفير» أنهم لم يتلقوا أي تطمينات رسمية بعد منذ نهاية عقد الشركة مع الدولة في 7/7/2015، وقد تأكدوا بالأمس ان دفاتر الشروط التي اعدتها الحكومة لإجراء المناقصات لم تلحظ مصيرهم، خصوصاً أن عددهم لا يقل عن 4000 عامل (ما يقارب نصفهم لبنانيون). علماً أن تراكم النفايات في شوارع العاصمة لا يعود فقط لإضراب العمال، إنما لان قدرة الموقع الذي تم اختياره في الكرنتينا على الاستيعاب قد انتهت وقدرة المعامل أيضاً. كما ان أحداً لم يجد حتى مساء امس أي موقع بديل، مما يعني ان النفايات ستستمر بالتراكم مجدداً مهددة صحة الناس.

وتواصلت أمس موجة الاستنكارات في المناطق كافة للأسعار المرتفعة التي كشفت عنها عروض المناقصات، كما استمرت عملية الاستنفار في منطقة عكار والتحذيرات والتحفظات على إمكانية نقل نفايات العاصمة (على الأقل) الى المنطقة. وقد بقي الانقسام بالرأي ظاهراً بين من يرفض تحويل عكار الى مكب لنفايات المناطق الأخرى لقاء تقديم الدعم المالي للإنماء في المنطقة، وبين من يقول إن إيجاد مطمر صحي مجهز أفضل من الاستمرار باعتماد المكبات العشوائية من دون أي إجراءات.

اما الرأي الثالث الذي يطرح أن تكون الحلول مقرونة باتباع إستراتيجية متكاملة لإدارة هذا الملف تقوم على مبادئ التخفيف والفرز وتطبق على الأراضي اللبنانية كافة، وبينها منطقة عكار، واعتماد برامج للإنماء المتكامل (وليس المتوازن) تدمج بين هذا الملف وغيره من الملفات البيئية والإنمائية… فبقي الأضعف في ظل الظروف العشوائية التي نعيشها.

من جهته، صرح وزير البيئة محمد المشنوق لـ”النهار” بأنه سيتجيب اليوم لـ”التوجه الطيّب لأهالي عكار بتوجيه كتاب يحضّر للقاء مع الفاعليات العكارية في اقرب وقت”.

ووجه الشكر الى النائب معين المرعبي الذي قال إنه ينتظر وزارة البيئة لتقديم عرض يتعلق بالمطمر في المنطقة، وأضاف: “إننا لا نتطلع الى عكار بعقلية البحث عن مكب لأننا نعرف أن هناك الان مطمراً في منطقة سرار يتطلب استكماله صحيا بالتعاون مع وزارة شؤون التنمية الادارية بما يحقق الشروط البيئية بمواصفات عالمية وهذا ما تحتاج اليه عكار لتتخلص من المكبات العشوائية “.

ولفت الى “فوائد سبق لمناطق أن حظيت بها وآخرها منطقة الناعمة حيث نالت القرى المحيطة بها مساعدات مالية والكهرباء مجانا والامر نفسه يجب أن تحظى به عكار من أجل وضعها على خريطة الحياة الكريمة والمريحة”. وتوقع الوزير المشنوق انتهاء أزمة تراكم النفايات مجددا في بيروت وعدد من المناطق بسبب إضراب عمال شركة “سوكلين” الذين تلقوا تطمينات من إدارة الشركة أن مستقبل عملهم مضمون.”