احدث الاعلان عن زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لبكركي امس ولقائه على مدى اكثر من ساعة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مفاجأة في الوسطين السياسي والشعبي العليمين بالاجواء المتحكمة بالعلاقة بين الرابيه وبكركي اخيرا على خلفية الاستحقاق الرئاسي، على رغم ان حال الاستنفار السائدة في الصرح البطريركي منذ مطلع الاسبوع اوحت بفتح قنوات التواصل مع جميع القوى السياسية من دون استثناء لا سيما على مستوى القادة السياسيين والروحيين في مسعى لعقد لقاء للاقطاب الاربعة لا يبدو حتى الساعة ان ظروفه متاحة، خلافا للقمة الروحية التي ستنعقد الاثنين المقبل بعدما ابدت القيادات تجاوبا سريعا مع “نداء” بكركي من اجل التشاور في سبل وضع حد للانزلاق الخطير للبلاد نحو الهاوية والشروع في تأمين ارضية انتخاب رئيس جمهورية كمدخل حل للمشكلات والازمات كافة.
وتقول اوساط سياسية مطلعة على حراك الراعي ومضمون لقائه عون في آن للوكالة “المركزية” ان سيد بكركي الذي كان اجتمع الى أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان لتهيئة اللقاء مع عون حرص على عقد لقاءات تشاورية بدأها مع عون قبل انعقاد القمة الروحية، لمعرفة ما اذا كان لدى القادة الموارنة من افكار جديدة تتصل بالاستحقاق الرئاسي او يمكن ان تدفع لانجازه لطرحها في القمة .غير ان الاجتماع مع عون وفق ما تؤكد المصادر لم يقدم ما يثلج قلب البطريرك القلق على المصير. فالتباين الواضح في وجهات النظر من مقاربة الملف بقي على حاله : الراعي يضع الرئاسة اولوية ومدخلا لحل الازمات مستندا الى الدستور في ما عون رسم خريطة الطريق التي اعلنها في مؤتمره الصحافي اليوم والمستندة الى خطة اصلاحية انقاذية تبدأ “بانتخاب رئيس من الشعب مباشرة، اذا اردنا أن ننتخب رئيساً قبل اصدار قانون انتخابي جديد، أما البديل من ذلك، فاقرار قانون انتخابي جديد وفقا للنظام النسبي يؤمن المناصفة العادلة، فتحصل انتخابات نيابية شفافة ومن ثم ينتخب رئيس من مجلس النواب الجديد، ويتم تأليف حكومة جديدة اصلاحية وتقوم بالمعالجات الصحيحة للقضايا.
وازاء تضارب المواقف، تشير المصادر لـ”المركزية” الى ان البطريرك الراعي تمنى على العماد عون الا يؤمن الغطاء الذي يبحث عنه البعض من اجل اطاحة الحكومة او يكون مطية لقلب النظام . واذ اكد احترام وجهة نظر “الجنرال” تمنى عليه مجددا التنبه الى تلطي البعض وراء مواقعه لتنفيذ مآربه السياسية حيث قد لا يرغب.
واستنادا الى مضمون اللقاء، تقول المصادر ان مؤتمر عون شدد على نقاط اساسية عكست “التمنيات البطريركية” اذ اعتبر ان اي تغيير يجب ان يكون من ضمن النظام ونفى وجود رغبة بتطيير الحكومة لانها آخر خيط في حبل المؤسسات الدستورية الممسك باوضاع البلاد السياسية كما اكد اهمية الحفاظ على الاستقرار والامن فارجأ تحرك الشارع الى الاسبوع المقبل في موعد منفصل عن تحرك هيئات المجتمع المدني التي تتظاهر مجددا مساء غد.
وتوضح المصادر ان الراعي سيستكمل مشاوراته السياسية في المساحة الزمنية الباقية قبل موعد القمة الاثنين، علما انه لم يستبعد من خياراته المطروحة على بساط البحث امكان عقد طاولة حوار مسيحية تضم شخصيات سياسية وفكرية واقتصادية للتشاور في اقتراحاتها للحل علّها تضيء على جديد يمكن ان يخرق الجمود القاتل في الملف الرئاسي.
اما القمة الروحية، فتشير المصادر لـ”المركزية” الى ان نسبة التجاوب مع الدعوة اليها فاقت المتوقع كما بالنسبة الى الموافقة على عنوانها العريض “ضد الفراغ والرئاسة اولا”. اما بيانها الختامي فسيركز الى جانب اولوية الرئاسة على ضرورة الحفاظ على الدولة والمؤسسات الدستورية ووجوب عدم المس بالاستقرار الامني واعتباره خطا احمر وتأييد المطالب المحقة للمتظاهرين مع رفض كل اعمال الشغب ومحاولات تسييس التظاهرات السلمية .
وتكشف عن اكثر من اقتراح سيعرض في القمة لتكون منتجة ومؤثرة من بينها تشكيل لجنة مصغرة تجول على القادة الموارنة وسؤال عون وجعجع لسؤالها عن موعد انتهاء ترشحهما ما دام هذا الترشح لم يفض الى اتفاق على انتخاب اي من المرشحين، واقتراح ان يقدم هؤلاء اسما او اكثر للرئاسة ليصار الى جوجلتها وطرحها رسميا امام المجلس النيابي لاختيار احدها، ويقترح اصحاب هذا الطرح ان توسع اللجنة مروحة اتصالاتها وزياراتها لتشمل الفاتيكان، السعودية وايران لطلب المساعدة لتسهيل انتخاب رئيس.