ملأت صور اللاجئين السوريين الدنيا. أولئك العالقون على الحدود الهنغارية -الصربية أو الواصلون على آخر رمق الى الجزر اليونانية أو القابعون من قلة الموت في مخيمات اللاجئين، تستأثر بالعناوين والاخبار فيما زعماء العالم القريب والبعيد يتفرجون على مأساتهم ويقلقون” لمعاناتهم ويكتفون بالشجب والاستنكار.
نافذة أمل صغيرة فتحت هذا الاسبوع وكان لها وقع كبير في نفوس السوريين الذين تسابقوا على الاعراب عن امتنانهم لصاحبتها.
ففي مبادرة لافتة اتخذت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل قرارا اكتسب أهمية كبيرة لاجئين اسودت الدنيا في وجوهمم، وهاموا في البحار بحثا عن بقعة من هذه الارض الواسعة يلجؤون اليها مع اولادهم بعيدا من براميل النار والبارود.
المانيا التي كان يحق لها منذ عقود أن ترحل المهاجرين أو اللاجئين الواصلين اليها الى اقرب بلد أوروبي، بموجب اتفاق دبلن، قررت السماح للسوريين بالقاء على اراضيها وتقديم طلبات لجوء في البلاد.
القرار من شأنه أن يريح عشرات الاف السوريين الذين وصلوا الى المانيا هذه السنة، ويقصر الاجراءات القانونية التي يمكن أن يواجهها الاجئون.
وبعد القرار الالماني، تنافس السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي على التغزل بميركل. كتب لها بعضهم “منحبك” بالعربية والالمانية. واقتبس الشاعر السوري لقمان ديركي قصيدة الشاعر نزار قباني ليكتب على صورة لميركل: “حبك خارطتي، حبك خارطتي، ما عادت خارطة المهرب تعنيني…”.
وواجهت ميركل حملة واسعة ضد سياسات الهجرة الالمانية. وأثار ردها الذي اعتبر “بليداً” على دموع ولد فلسطيني بكى اذا كان يتحدث اليها في نقاش تلفزيوني انتقادات واسعة. كذلك، واجهت احراجاً علنياً من معارضين للهجرة اكلقوا صيحات الاستهجان عنندما كانت تزور مخيما للاجئين في درسدن.